بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الخلائق اجمعين محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين

يقول الباري عز وجل في محكم كتابه ( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )  البقرة 63  ، ايضا يقول تعالى: "ييَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا "  ,قد تكرر في كلامه تعالى ذكر أخذ الكتاب بقوة و الأمر به كقوله: "فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ": الأعراف: 145، و : البقرة:(خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ) 93 إلى غير ذلك من الآيات، وحسب التفاسير فأن المراد من الاخذ بقوة هو التحقق من المعارف الالهية والتكاليف الربانية والعمل بالأحكام المتعلقة بها بعناية واهتمام .. أي بقوة  العلم و العمل .

ولعل من اهم التكاليف المرتبطه بالعمل في ميدان العمل الاسلامي اليوم , ومع شدة التحديات المحيطة بنا هو العمل على توحيد الرؤى ورص الصفوف حتى نكون كالبنيان المرصوص لتكون كلمة الله هي العليا كلمة واحدة تغلب همزات الشياطين الذين لطالما وجدوا في ضعفنا منفذا يخترقون فيه روح الجسد الواحد , بل ولا أشك لوهلة وبايمانا قطعيا انها من اصعب ميادين مجاهدة النفس و اكثرها قربة الى الله عز وجل وانسا لقلب مولانا صاحب الزمان ارواحنا لتراب مقدمه الفداء .

ان معيارالتدين الحقيقي وسبيل القربة الى الله عز وجل ليس  لباسا نلبسه ولا تسبيحات نترنمها وليست فقط صلاة وصياما .. كثيرون منا يغفلون التكاليف الاجتماعية والمجتمعية والتي هي اخطر بكثير من التكاليف الفردية بل هي تشكل الجزء الاكبر والاخطر من منظومة االعبودية الحقه لله عز وجل ولا ابالغ ان قلت انه من ضيق الافق ان نتصور ان الدين هو مجرد تكاليف فردية نؤديها لنبرىء ذمتنا امام الله عز وجل .

هل فينا هنا اليوم من لا تحدث نفسها بشرف نصرة مولاي صاحب الزمان صاحب البيعة ارواحنا فداه اتراها هبة مجانية او مجرد بركات نمني انفسنا بها .

لا شك ان مواصفات انصار المولى روحي فداه ذات معايير عالية الجودة لا تليق الا بمن امتحن الله قلبه بالايمان وانتصرعلى ذاته وهواه واعتركته ميادين الصراع الحي في واقع ساحة العمل الرسالي حتى استطاع ان يقدم المصلحه العليا على مصالحه الفردية وان يقدم مصلحة الوحدة وان خالفت رغباته الشخصانية . تلك هي التقوى .. ان اصلاح ذات البين وضم اهل الفرقه من اشد العبادات واحبها الى الله والى قلب مولاي روحي فداه .. تلك هي العبودية الحقة ..

اننا اليوم وفي هذه المناسبه العظيمه والتي لاينبغي ان تمر علينا دون محاسبة للنفس . ليس فقط محاسبة فردية بل محاسبة كجماعات اسلامية لها اهداف رسالية وخطط  وبرامج عمل ..هل حقا نحو نسير في الطريق الصحيح ام ان العمل الرسالي اصبح مشاريع فردية في قالب اجتماعي ام انه اصبح روتينا ثقيلا تنتظره الاجيال القادمه ..

استاذاتي الفاضلات وخصوصا المعنيات بخدمة المنابر الحسينية والقائمات على العمل الاسلامي في اي مؤسسة او مركز نشهد اليوم تحولا كبيرا على كل الاصعدة فلم يعد اليوم كالامس .

نحن في زمن الانفتاح المعرفي والغزو الثقافي ,اليوم العالم الغربي يتحدث عن نظريات العولمة في كل المجالات الاقتصادية والسياسية بل وحتى التربوية . ومن واجبنا العمل على جبهتين اساسيتين :

اولا: التحصين المعرفي والثقافي والعقائدي مع التركيز على جيل الشباب المستهدف في كل الميادين.

ثانيا: طرح نموذج العولمة الاسلامية أو لنقول " الاممية " حسب التعبيرالقرآني والتي سوف ياتي بها مولانا ارواحنا فداه , تكليفنا تهيئة المجتمع للتغيير الكبير القادم حتى لايكون صادما للكثيرين ممن اعتادوا على الفردانية و العمل في ساحات مبعثرة .

ومن هنا يكون التكليف ليس بالسهل لان الانطلاقة ينبغي ان تكون من الداخل .

 اولا : دواخل انفسنا لقبول هذا التغيير وتجاوز ذاتياتنا.

 ثانيا : الانصهار في بوتقة الوحدة وكم هو تحدي صعب وخصوصا لمن تضخمت لديه الانا .. انه ميدان الانصار الحقيقي ... ألا هل من ناصر ؟؟ 

وحتى لايكون الحديث احادي التوجه ينبغي توضيح نقطه مهمة هنا فليس المقصود بالطبع ان نلغي مشاريعنا وان تلغى عقولنا وان نوحد قياداتنا بل العكس تماما هو المطلوب .. نعم المطلوب أن تتعدد الاراء ولكن نفكر معا .. تتعدد الاطروحات ولكن نعمل معا .. تتوسع المشاريع ولكن نتعاون معا ..  انها روحية العمل المؤسسي القائم على التعددية الفكرية والوحدة في الرؤى والاهداف العامة .

وكم هي شاسعة المساحات المشتركة بيننا لتكون ميدانا للتعاون ورص الصفوف .. واقولها هنا ومن هذا المنبر انها مسؤوليتنا جميعا ان نعتبر هذا الهم من اولى الاولويات وان نعمل بجد من خلال المبادرات الفردية والجماعية ومن خلال الدعم والمشاركة والعمل الجاد الدؤوب ..

عن الامام الصادق ع  : (كأني انظر الى القائم على منبر الكوفة وحوله اصحابه ثلاثمائه وثلاثة عشررجلاً، عدة اهل بدر، وهم اصحاب الألوية وهم حكام الله في ارضه على خلقه) اللهم اجعلنا ممن يؤسس لدولته ومن العاملين بأمره ومن المجاهدين تحت لوائه اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة و عجل لنا ظهوره وهب لنا رافته ورحمته ودعاءه وخيره ماننال به سعة من رحمتك وفوزا من عندك انك سميع مجيب وصل اللهم على محمد وال محمد (ص)..

  إدارة اتحاد الحسينيات النسوية
تأسس سنة 1433 - هـ 2012 م