بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، بارىء الخلائق أجمعين ..

ثم الصلاة والسلام على أشرف الخلق و المرسلين ، سيدنا وشفيع أمتنا ، وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين وأصحابه المنتجبين ،إلى قيام يوم الدين ..

جاء الأمر الإلهي في الآية الكريمة ..

"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم "

آمنا بالله صدق الله العلي العظيم ..

أخواتي المؤمنات ..

الحضور الكريم ..

سلام من الله عليكم ، ورحمة منه وبركات ،أصالة عن نفسي ، ونيابة عن الإرادة الموقرة لاتحاد الحسينيات النسوية في دولة الكويت ، نتشرف اليوم بحضوركن في هذا الاجتماع ، راجين من المولى العلي القدير ، أن يسدد خطانا ، ويصلح أمورنا ، ويغفر ذنوبنا ، إسرافنا على أنفسنا ، أن يتم نعمته علينا ، ويرزقنا وإياكم خدمة الدين الإسلامي ومذهب أهل البيت عليهم السلام ، وأن يحسن عواقب أمورنا ، وإنه ولي التوفيق ..

(( لم أخرج أشرا ولا بطرا .. وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لأني رأيت الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه )).

كلمات قالها الإمام الحسين عليه السلام حينما كان في مسيره من مكة المكرمة إلى أرض كربلاء المقدسة .

أخواتي الكريمات ..

في كل عام يتحرك ركب الإمام الحسين عليه السلام مع أهل بيته وأصحابه من المدينة المنورة إلى أرض كربلاء، لنكون معه مجددين العهد لنصرة الدين الإسلامي الحنيف ، ونرفع راية الحق لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الباطل هي السفلى .

أخواتي العزيزات ..

اجتماعنا اليوم يبدأ من حيث أمرنا الله عز وجل وعلا بالإعداد وبكل قوة لمواجهة الأخطار المحيطة بنا ، وفي زمن تتكالب علينا الفتن وكان لزاما علينا أن نجمع صفوفنا ، ونوحد كلمتنا ، وأن نتعاون فيما بيننا لمواجهة العدو بكل عزم وإرادة وصلابة ، ولا شك أن هناك الكثير من المسائل التي يجب البحث فيها لكي نستطيع الخروج من النفق المظلم الذي يعيشه مجتمعنا وتبيان الحقائق لبناء جيل مؤمن وواع لخطورة المرحلة ، ثم السعي لرسم طريق مشرق وبناء جيل ثقافي ومؤمن ، لذا يجب علينا أن نتحمل المسؤولية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، وأن نسعى خطورة دور المنبر والخطاب في ظل التحديات المعاصرة ، ولأجل ذلك جهود بعذ الأخوات المؤمنات تأسس هذا الاتحاد المبارك ليكون مشعلا وضاء يساهم في الإعداد والتمهيد لحركة الظهور المقدس وبناء دولة العدل الإلهي .. والسعي لمستقبل وحياة أفضل . وبفضل الله وعنايته تمكنا من تجاوز بعض العراقيل والصعوبات حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن ، بإذن الله سيواصل هذا المشروع الإيماني مشواره إلى تحقيق الأهداف المرجوة .

أخواتي ..

إن الإمام الحسين عليه السلام حينما رأى أن الدين الإسلامي خرج عن مساره وصار في موضع الخطر ، قرر الخروج لهذا السبيل ، وضحى بكل ما يملك ليكون النبراس والقدوة لنا ولجميع أحرار العالم .

وهنا نحن يجب علينا أن نكمل المسير والسعي اتحمل المسؤولية الإصلاح في هذه الأمة التي عانت ولا زالت تعاني من انتكاسات متكررة ، وذلم بسبب الابتعاد عن جوهر القضية الحسينية وابتلاءنا بالفرقة ، والعنصرية والأنانية ، ويجب علينا بعد تجاوز مرحلة الاتحاد تفعيل الفكرة والتخطيط للهدف الأهم والأسمى وهو ايصال الرسالة الملقاة على عاتقنا ، ولا يختلف اثنان على أن الرسالة تحتم علينا الاستمرار بلا كلل أو ملل حتى نبلغ الهدف .

أخواتي المؤمنات ..

نحن ندرك أن هذه الحياة إما حق وإما باطل ، وما بينهما باطل ونحن إذ نرى أن الحق بالإسلام المحمدي الأصيل والقرآن وأهل البيت عليهم السلام ورسالة الإسلام الخالدة ، علينا أن نكون متمسكين بهذا النهج والدفاع عنه بكل ما نملك ، فلو نظرنا إلى ذلك المقاتل الذي يحمل سلاحه للدفاع عن وطنه وعرضه ويضحي بروحه من أجل هذا المبدأ وهذا الاعتقاد ، فنحن أيضا علينا أن نحمل السلاح للدفاع عن هذا الدين والمعتقد .

رغم علمنا بوجود اختلاف في نوعية العمل فهو يدافع بسلاحه ونحن لدينا السلاح الأمثل وهو سلاح الكتاب والكلمة والمنبر ، فمن خلال الحديث عن القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت ودراسة سيرتهم وتبيان منهجهم سيكون سلاحنا ضد الأفكار الباطلة والتكفيرية التي خرجت علينا من هنا وهناك . 

أخواتي الفاضلات ..

اليوم في أصبح العالم قرية صغيرة بفضل وسائل الاتصال وشبكات الاتصالات الحديثة ، علينا أن نستفيد من التكنولوجيا الحديثة في ايصال ونقل الحق للعالم أجمع بطريقة تتناسب مع التكنولوجيا وعصر السرعة حتى لا نتخلف عن الركب ، لكن يبقى المنبر الحسين عليه السلام هو مصدر الإشعاع الأول ، لذا فإن مسؤولياتنا اليوم هي تطوير الخطاب المنبري الحسيني بما يناسب مكانته  في ظل الظروف الحالية ، فكلنا نعلم أن حياة أهل البيت عليهم السلام زاخرة بكل ما يحتاج إليه الفرد سواء في الدنيا أو في الآخرة ، فمن العلوم الدينية ، والفقه ، والاجتماع ، والأخلاق والسياسة ، والاقتصاد ، وغيرها الكثير من الأمور الأخرى ، فرسالة أهل البيت عليهم السلام واسعة جدا ، ليست فقط أفراح وأحزان ، و الإمام الحسين عليه السلام هو عبرة قبل أن يكون عبرة .

أخواتي ..

إن الدور القادم يجب أن يكون للإصلاح في أمة حملت اسم الإسلام ولم تعرف تفاصيل هذا الدين العظيم ، الرسالة القادمة هي ايصال الحق الذي قتل من أجله الإمام الحسين عليه السلام ، فرسالتنا هي مواصلة الطريق الذي سببت من أجله زينب الكبرى عليها السلام ، وكما كانت وهي أسيرة مع السبايا والأطفال واليتامى ، وبكل شموخ وشجاعة وإباء فقلت وقالت كلمتها أمام طاغية العصر ..

((فك كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تمت وحينا )) ..

فزعزت بتلك الخطبة أركانه ، وهزت عرش الظلم وكانت الشعلة الأولى للثورة أمام الطغاة ولا زالت إلى عصرنا هذا وستبقى مدوية إلى آخر الزمان ..

فليكن هذا الخطاب متجددا في كل الأوقات لكي يلجم كل أولئك الذين يحملون بدولة الباطل .

أخواتي ..

اتحادنا هو الاقتداء بسيرة أهل البيت عليهم السلام لنكون زينبيات هذا الجيل الذي يحتاج إلى إيقاظ الضمائر وإحياء النفوس . اتحادنا هو اتحاد الكلمة ، والصف ، لنكون قد أدينا ما نحمله من مسؤولية  تجاه الدين والمذهب .. (اللهم إنا نرغب إليك من دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلأى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة ) .

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

العلوية أم محمد تقي .