دعاء مكارم الأخلاق مرجعية الشخصية الإسلامية

خادمة المنبر الحسيني / وفاء سيد رضا

" المؤمن لا يحيف على من ببغض ولا يأثم فيمن يحب وإن بغى عليه صبر حتى يكون الله عز وجل هو المنتصر له – الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ."

غالبا أعواد ، ومرة أقتاب (إشارة إلى يوم الغدير ) ، ومرة ظهر إنسان (إشارة إلى قصة الخطيب الذي صعد ظهر صاحب المجلس )، وأفجع منبر كان على رأس مولاي الإمام الحسين عليه السلام ، كلها تهدف إلى ارتقاء

فالمرقاة التي يصعد عليها الخطيب من إمام وغيره ليسمعه الناس ويراه الناس تسمى منبر ! فعندما ينبري الخطيب على المنصة يقال : انتصب يعني واقفا ليخطب الناس .

يبدو لي أن في استخدامنا لكلمة ارتقاء المنبر إيحاء بالرقي ، فلهذا المنبر دور في إعلاه شأن الإنسان ، بما يحمل من رسالة عظيمة ألخصها في كلمتين ونحن في وسط نسائي مهمته صناعة الإنسان حينما كلفت المرأة بدور الأمومة ، فالمنبرية المتمكنة تتمكن من بدورها العظيم من صياغة الشخصية الإنسانية وذلك من خلال وعيها وأدائها لدورها برقي ، ولكن عليها أن تحذر من إصدار فتاوي أو تحريض للجمهور فهنا تحتاج إلى تحجيم ذاتها بالتواضع فهي تصعد المنبر بقدر علمها لا يقدر جهلها .

فالمنبر الحسيني يحمل في طياته سلاحين متضادين العقل والعاطفة وتستطيع المنبرية بالعاطفة توجه العقل فتخلق دافعا موسوما بالوعي والإرادة والتغيير .

فللمنبر دور في صياغة خطاب يبرز المسيرة المضيئة لأهل البيت عليهم السلام – ودورهم في الشهادة على الأمة وبيان الإسلام الأصيل والبراءة من المزيف من خلال استعراض تراثهم الفكري والروحي والأخلاقي والحقوقي كالأدعية والزيارات .

عن عبدالسلام بن صالح المهروي قال : سمعت أبالحسن الرضا عليه السلام يقول :" رحم الله من أحيا أمرنا " فقلت له : كيف يحيى أمركم ؟ قال :يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لا تبعونا ".

ومن القضايا الملحة اليوم هي قضية التكفيرين وكيفية مواجهتهم ؟ لقد كان لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي  في العام الماضي يوم الخميس (2013) محاضرة حول هذا الموضوع فأولا أسماءهم بالتكفيرين وكيفية التعامل معهم .

عند النظر إلى واقعنا بموضوعية نجد أن لدينا  : تكفيريون داخل البيت الشيعي وتكفيريون من خارج الشيعي .

ففي الداخل : حيث أن الحالة الشيعية من تقديس المراجع انعكست على الجمهور بمضادة من لا يتبع مرجعيته إن لم يصل إلى حد تكفيره ، مع أن الإنسان حينما يختار مرجعا ليقلده دينه وحتى في اختياره إن كان يعتقد أنه الأفضل وإن كان سيئا فالله تبارك وتعالى يحاسب على نيته في الاختيار كما في النص الشريف .

ولنا وقفة قبل الاسترسال من هو التكفيري ؟ السلفيون واقعا هم فئة محدودة وأكثر من تكون فيه هذه الصفة هم السلفيون والسلفي يكفر لأن معياره الفقهي ضعيف ، هو يمثل سلفه ، فالتكفيريون المعاصرون هم الأعراب كما وصفهم القرآن حيث قال : "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكم قولوا أسلمنا " – الأعراب مثال الهمجية البيئية الخاضنة للجهل والعنف هم الذين واجهوا الرسول الأعظم وأهل بيته الذين قوامهم العلم والقيم ، والدول التي تدعمهم هي السائرة على النهج الأموي .

فبالتالي ليس من مهام المنبر مواجهة التكفيرين بل ذلك من مهام أهل الحل والعقد وقيادات الطائفة وعقلاء المجتمع ولكن المنبر يمكن أن يبشر بالسياسات المرسومة .

وكون منابرنا شيعية الحضور موالية الهوى فالخطاب لن يسمعه السلفي ، التكفيري ، ولكن الجمهور الشيعي الذي غزت بعضه الحالة التكفيرية عن طريق العلماء أدعياء الدين وانجر بعض الجمهور الشيعي إلى أخلاق السلفي التكفيري ، من سب .. الخ ، فيما يناقض منهج أهل البيت ( أي حالة انضباط وفق المنهج الشيعي ) في وقت وصل الأدب عند شعراء أهل البيت إلى صياغة المحاججات العقلية أشعار ا!

نجد أشعارا وبعضها يقرأ في المجالس الحسينية كلطميات أو غيره مما يسمى أدبا تناقض آداب أهل البيت ولنا في أهل البيت قدوة وأسوة فعندما مرت جنازة بكى الرسول الأعظم قيل له : إنها ليهودي ! ! قال بما معناه : نفس تدخل جهنم !

وأمير المؤمنين عليه السلام حين رأى يهوديا عجوزا يتسول غضب لذلك ، وحصل له راتبا شهريا من بيت مال المسلمين لأنه كان عاملا سابقا في المجتمع والآن يعجز عن العمل ، وقصة أخرى مع المسافر اليهودي حيث سافر معه إلى حدود البلد الذي يقصده مع اختلاف جهة السفر الإمام تساءل اليهودي عن ذلك؟ فأجابه الإمام بمعناه :  انه ما علمني محمد صلى الله عليه وآله وسلم هذا ديني ، فأسلم اليهودي أما صاحب المنبر الإمام الحسين عليه السلام وبكاؤه على قاتليه والإمام جعفر الصادق حين ناقش صاحبه ملحدا فسبه فقال الملحد لست من أصحاب الصادق !(1).

لهذا سنطلق في صياغة ذهن الملتقى ومن ثم سلوكه وفق معيار أهل البيت عليهم السلام عن طريق دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين عليه السلام .

وبتأمل سريع يلح علينا جميعا سؤال : أنحن على الصواب ؟ نريد ذلك الصواب الذي قاله علي الأكبر عليه السلام للإمام الحسين عليه السلام في يوم العاشر من المحرم : أولسنا على الحق قال : بلى ! قال علي الأكبر : فما نبالي على الموت أم وقع الموت علينا .

(1)             قصة الإمام جعفر الصادق مع صاحبه حيث سب آخر يقول : يابن الفاعلة ! غضب الإمام منه برفض ما قاله فقال إنه ينكح أمه ! قال الإمام الصادق عليه السلام : ذلك في دينه ! ويقال لم يرافق الإمام الصادق صاحبه إلى وفاته .

هذه القيم التي يحملها الدعاء تستند إلى قيم الحق ، والحق ثابت والعدل وللعدل دور في الوحدة والألفة بين الجمهور كما تقول مولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام " العدل تسكينا للقلوب " غليس هناك حق منتقض بالعدل ، فالقلوب مرتاحة بذلك فلا حقد ولا ضغائن ولا تراكمات نفسية وعقد .

دعاء مكارم الأخلاق الذي يحقق الهدف من بعثة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم :" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " فبتحققه يتحقق الهدف الإنساني من وجوده .

هذا الدعاء المكون من عشرين فقرة كيف نتعامل معه بحيث يكون له الأثر الفعال بتكوين شخصياتنا الربانية الرسالية من الواضح أنه نص وارد على لسان المعصوم صحيح السند حتى وان كان دعاء فهو بحكم الرواية ، النص ، الحديث : فهو مقدس بكل ألفاظه لأنه لفظ المعصوم والمعصوم لفظه متصل بالله ونحن نتعامل مع الرواية تعامل عقل ودراية تعاملنا مع دعاء مكارم الأخلاق وكل الأدعية الواردة عن المعصومين جميعا عليهم السلام .

في الدعاء نعرض مطالبنا ، حاجاتنا ، طموحاتنا ، وان ظلت طموحاتنا بلا برامج تنفيذية فستكون فقط أحلام ! لهذا نحتاج إلى تحويل هذه الطموحات إلى برامج حياتية .

الامام زين العابدين عاش وضع الأمة بعد  الإمام الحسين عليه السلام وهي وان كانت أمة اسلامية لكن منحرفة عن الدين انحرافا وصل بهم إلى حد اعتبار قتل الإمام الحسين عليه السلام واجبا على كل مؤمن ! والإمام الحسين هو من كما ورد على لسان رسول الله في الروايات (حسين مني وأنا من حسين ) ، لا بل قال الإمام زين العابدين عليه السلام وبما معناه انه لم يكن هناك عشر بيوت في المدينة تحبنا !!

أهل بيت النبوة الواجب مودتهم في القرآن أصبحوا مكروهين في مدينة جدهم !!

فعمل الإمام السجاد عليه السلام على تذكير المسلمين بهويتهم الحقيقية وتصحيح منهجهم بهكذا دعاء وغيره ، فإذا كان الدعاء نصا مقدسا فالخضوع له مطلوب ذهنا وسلوكا وبصيرة ، لنجيب على سؤال هل نحن على صواب .

الفقرة الأولى :

اللهم صل على محمد وآله وبلغ بإيماني أكمل الإيمان ، واجعل يقيني أفضل اليقين ، وانته بنيتي إلى أحسن النيات ، وبعملي إلى أحسن الأعمال . اللهم وفر بلطفك نيتي ، وصحح بما عندك يقيني ، واستصلح بقدرتك ما فسد مني .

هذه فقرة تدعو إلى الوحدة ، فالموحد هو الله فالإيمان به جامع فالله عز وجل يوحدنا لكن نحتاج إلى قاعدة صلبة في بناء الفرد المسلم الايمان ، اليقين ، النية ، والعمل .

 

الايمان بأصول الدين ، اليقين الذي هو منتهى العلم بما يحويه من جانب فكري علمي مما ينعكس على داخل الإنسان أي نيته ، دافعه للعمل مما يصطلح عليه شرعا بالنية ، مما يؤثر على العمل فيكون أحسنه .

هل من تمتلك هذه الأسس تكفر ؟ " هل شققا على قلبه "" لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكون خيرا منهم " ، هذه عسى كوني مؤمنة بيقين لا تجعلني أسخر فكيف بالتكفير بل يصبح الهدف لدي ما أمرني به الإمام الصادق أن أكون أورع الناس لا من راقب زاد هما .

فتأتي الفقرة الثانية :

وأعزني ، ولا تبتليني بالكبر ، وعبدني لك ، ولا تفسد عبادتي بالعجب .

-         اللهم صل على محمد وآله واكفني ما يشغلني الاهتمام به ، واستعملني بما تسألني غدا عنه واستفرغ أيامي فيما خلقتني له ، وأغنني وأوسع على في رزقك ، ولا تفتني بالنظر ، وأعزني ولا تبتليني بالكبر، وعبدني لك ولا تفسد عبادتي بالعجب ، وأجر للناس على يدي الخير ، ولا تمحقه بالمن ، وهب لي معالي الأخلاق واعصمني من الفخر .

السؤال الأهم في حيلتي هل أنا على الصواب ؟

لست في مقام شرح الدعاء ولكن حالة أكبر موجودة عند المتدين ؟؟نعم حين يكون في الوسط العائلي ومع {حامه الأقل تدينا قد تملكه حالة الكبر وهذه الحالة تؤدي بالإنسان إلى التطرف ان لم يكن التكفير وهذا وجدناه في شباب كفروا آبائهم وعشيرتهم لاختلاف التقليد ، أن أكون قويا في ديني لا يجعلني ألغي خصائص الآخرين التي قد تكون أفضل مني ولكن الكبر والعجب حجبتها عني فاختلت موازين شخصيتي فبالتالي انعكس على سلوكي إلى حد التكفيرن (أن يرى الإنسان نفسه أكبر من غيره ) هذا هو الكبر .

 

لهذا انتقل إلى مرحلة وأجر للناس على يدي الخير ، وإذ كنت انسان لا اذل انسان آخر ( الامام علي مع اليهودي الذي كان يتسول ) فيجب أن تؤطر شخصيتي بقيم العدل مع النفس والآخر ، ولا يأخذني الكبر والعجب إلى أن أقتل ظانا أنني سأتناول فطوري مع رسول الله في الجنة .

 

سأل علي بن سويد الإمام الكاظم عن العجب (العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجب به ويحسب انه يحسن صنعا ، ومتها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله عز وجل ، ولله عليه فيه المن ) وصلت الحالة كما نقل على ذباح الشيعة ان يتلذذ بسماع صوت الدم الذي يخرج من ضحاياه ، وهذا ما يحدث في وسطنا الشيعي حيث صغار المتدينين وتكفيرهم للمراجع ، نعم نحن في البيت الشيعي قد تختلف مبانينا الفكرية ومدارس مجتهدينا لكنهم يصلون يصومون .. الخ فهل هناك مجال للتكفير ؟ والكل مؤمن ولا يعلم الغيب إلا الله .

فهناك صلة يبدو لي بين الفقرة الأولى والثانية تخدمنا في عدم التكفير فالقاعدة في الشخصية الإسلامية الايمان ، فلا يكون همي الانشغال بالآخر والابتعاد عن مراقبة ومحاسبة ذاتي في أرذل الصفات وأول الذي ذكرها الإمام الكبر والعجب ، حتى الغنى له دور في عدم التكفير فالاستقلال المادي وعدم الاعتماد على جهات أجنبية في التمويل يمنع التكفير .

3- اللهم صل على محمد وآله ، ولا ترفعني في الناس درجة إلا خططتني عند نفسي مثلها ، ولا تحدث لي عزا ظاهرا إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها .

عملية المراقبة والمحاسبة الموضوعية تحجمني فلا أرى أني أبد أفضل من أحد وذلك نابع من ايماني ويقيني ، فأنا باكتشاف مواقع الضعف لا أتعالى ولا أنفعل بتعامل الآخرين معي بعزة وأنسى قيمتي الحقيقية اني عبد ، والاحساس بالعبودية كما يقول سماحة المرجع المدريسي يدفعنا إلى التعاون (قصة الايزيدي الذي بنى المسجد)

4- اللهم صل على محمد وآل محمد ، ومتعني بهدى صالح لا أستبدل به ، وطريقة حق لا أزيغ عنها ، ونية رشد لا أشك فيها وعمرني ما كان عمري بذلة في طاعتك ، فإذا كان عمري مرتعا للشيطان فاقبضني اليك قبل أن يسبق مقتك إلي ، أو يستحكم غضبك علي .

هل نحن على الصواب ؟ طموح تطرحه الفقرة الرابعة

وان الحق بما انه ثابت يجعلني مستقيم وفق مكارم الأخلاق بالتعامل مع الآخر ، ولها اتصال بالفقرة الأولى وعن طريق لفظ نية .

5- اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها ، ولا عائبة أوتب بها إلا حسنتها ، ولا أكرومة في ناقصة إلا أتممتها .

إذا كان طموحي أن يجبر نقصي فهل أنا في مقام تكفير الآخر ؟ ، ان يقيني علمني عن طريق مولاي علي بن ابي طالب عليه السلام " الناس صنفان اما أخ لك بالدين أو نظير لك بالخلق".

6- اللهم صل على محمد وآل محمد وأبدلني من بغضة اهل الشنئان المحبة ومن حسد أهل البغي المودة ، ومن ظنة أهل الصلاح الثقة ، ومن عداوة الأنين الولاية ، ومن عقوق ذوي الأرحام المبرة ، ومن خذلان الأقربين النصرة ، ومن حب المدارين تصحيح المقة ، ومن رد الملابسين كرم العشرة ، ومن مرارة خوف الضالمين حلاوة الأمنة .

حالة الوعي بالذات والعلم بالقيم والسعي لتحقيقي الذات توصلنا إلى حالة تمكنا من عدم اليأس من الاصلاح ليس مطلوبا أن يكون محبوبة من الجميع شعار مرفوع في أوسطنا لكن علي السعي لخلق هذه المحبوبية حتى مع أعدائي ، هذا من طموحات الشخصية المسلمة ، عندما لا أستطيع تحويل الكراهية من أحد إلى حب لي ارتبك تضطرب حياتي هذه احتياجاتي المحبة لكن قد لا أصل ولكن أدعو وأسعى ، وسعي  يتمثل بعدم اسقاط الآخر الكاره لي لأنه قد يكون من يقوم بذلك من أهل الصلاح ، لذلك علي الالتزام بالنص سلوكا .

" ان الله تعالى حرم من المسلم دمه وماله وان يظن به ظن السوء ".

القاعدة هي حمل أفعال المسلمين على الصحة يقول أمير المؤمنين عليه السلام :" ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ولا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وانت تجد لها في الخير منه محملا "، حتى التعامل مع الأرحام الأفضل فيه مع ذي الرحم الكاشح اي الذي حين يراك يعطيك ظهره معرضا ( هذا اسعى لمحبته ولصلته ) ، حالة مرهقة معنويا متعبة روحيا لكن عندما يكون الحق حاكما يسهل السعي (لذة ما في النداء أزال التعب والعناء )( التمسك بالحق في ـصعب وأقسى المواقف ) ، سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جماعة أمته فقال : جماعة أمتي أهل الحق وان قلوا ، عن الامام الصادق عليه السلام : من فارق جماعة المسلمين قدر شبر ، فقد خلع ربعة الإسلام من عنقه .

7- اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل لي يدا على من ظلمني ولسانا على من خاصمني وظفرا بمن عاندني وهبلي مكرا على من كايدني وقدرة على من اضطهدني وتكذيبا لمن قصبني وسلامة ممن توعدني .

وضع آليات المواجهة بالحكمة ( انا أهل بيت ابتلينا بالقول علينا )

يجب أن يكون لدي فكر واع بالآخر مداخله ، مخارجه ، موارده ، بواطنه ، أوضاعه (ويمكرون ويمكر الله ) لا أحب ذلك ولكن المعركة قائمة مما يوجب المواجهة ، والسخرية محرمة لكن نبي الله واجه سخرية قومه بسخرية ،لأن الكلام الجاد في مواجهة السخرية قد يتحول ضدك ويقومون بالسخرية مرة أخرى فتسقط كرامة الإنسان ، الامام علي مع الإنسان الذي كان يظلم وهو يقول سبحان الله فقال له الامام أليس لك كلام تدافع به نفسك ، فليس في كل حالات المواجهة تحتاج إلى تسامح لان هذا ضعف ، في أحد ردود سيد مهدي المدرسي كان هناك نقاش فكان جوابي لسنا دائما بحاجة إلى التعقل بل إلى بهلول في الاجابة .

8- ووفقني لطاعة من سددني ومتابعة من أرشدني .

اللهم صل على محمد  وآله ، وسددني لأن أعارض من غشني بالنصح ، وأجزي من هجرني بالبر وأثيب من حرمني بالبذل وأكافي من قطعني بالصلة وأخالف من اغتابني إلى حسن الذكر ، وأن أشكر الحسنة وأغضي عن السيئة .

دور التواصي بالحق والصبر يحتاج إلى توفيق فقد أرشد ولكن لا استنصح .

9- اللهم صل على محمد وآله وحلني بحلية الصالحين ، وألبسني زينة المتقين في بسط العدل وكظم الغيظ ، وإطفاء النائرة وضم أهل الفرقة وإصلاح ذات البين وإفشاء العارفة ، وستر العائبة ، ولين العريكة ، وخفض الجناح ، وحسن السيرة ، وسكون الريح ، وطيب المخالقة ، والسبق إلى الفضيلة ، وإيثار التفضل ، وترك التعبير والإفضال على غير المستحق والقول بالحق وإن عز واستقلال الخير وإن كثر من قولي وفعلي ، واستكثار الشر وإن قل من قولي وفعلي ، واكمل ذلك لي بدوام الطاعة ولزوم الجماعة ورفض أهل البدع ومستعمل الرأي المخترع .

في بسط العدل

(والعدل تسكين للقلوب ) – الزهراء عليها السلام حين لا ظلم لا بغضاء ، ان حياتنا قائمة على ردود الأفعال لا الحكمة ، على الرغم من أن الحلية منبوذة "أفمن ينشأ في الحلية فهو في الخصام غير مبين "التوجه المتطرف للزينة يؤثر على منهجية التفكير لكن التحلي بحلية الصالحين وزينة المتقين(رجوع للفقرة الأولى كيف يحبون ؟  مطلوبة هي .

هذا الرفق في الفقرة :

الكلمة الطيبة ، السلوك الاجتماعي النظيف

لونتعامل مع أخطاء الآخرين بأنه لا يعرف ، فلا توتر نفسي ولا تشنج عصبي وإلا زاد الأمر سوءا في العلاقات ويعقد الأوضاع ويوصلنا إلى ما نراه من سفك الدماء .

ان لدعاء  مكارم الأخلاق دور عميق في بناء الشخصية الرسالية الربانية التي تؤثر في المجموع فلا يكون الفرد والمجموع الا خائفا من الله ، متبعا لأوامر منتهيا عن نواهيه بعلمه الثابت واتباعه للقيم خاصة العدل والحق فلا يكون هناك تكفير ولنا في الامام علي وسلوكه مع الخوارج حين يكفرون الامام علي فيغضي عنهم .

فأحسن الأعمال الخلاص من المشاكل المبتلين بها والاتحاد ممكن ، فلنا في قضية النمر مضرب مثل حيث وحدنا وان اختلفت قيادتنا .