بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين الميامين

عن الإمام الصادق عليه السلام: " تزاوروا فإنَّ في زيارتكم إحياء لقلوبكم، وذكراً لأحاديثنا، وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض، فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم، وإن تركتموها ضللتم وهلكتم، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم". - ميزان الحكمة - محمدي الريشهري ج 2 ص 1192

ان فكرة تنسيق ملتقى شهري بدأت مع بداية تشكيل الاتحاد وكانت تراودنا بين حين واخر وتم فعلا عقد اول ملتقى أو ديوان كما يحلو لبعض الاخوات تسميته تحت عنوان هموم المنبر الحسيني وكان ذلك في يوم الأثنين  2013/6/10 م الموافق 1 شعبان 1434هـ وتم اختيار حسينية اختنا العزيزه سلوى ام سليمان وكان لقاء مثمر مفعم بالمحبة ولكن لم يتكرر لعدة اسباب وظروف بسبب اولويات العمل . نعم كانت هناك اجتماعات مستمره تنسيقية تقريبا شهرية ولكن لا اسميها ملتقى اجتماعي  ثقافي بل كانت ادارية تنظيمية لشئون العمل في الاتحاد. ولكن وجدت ان الاخوات يتعطشن فعلا لوجود لقاء يجمعنا يحقق عدة اهداف

في مقدمتها تقوية الرابطة الاخوية الايمانية الاجتماعية بين الاخوات في الاتحاد وقد لاحظت ان هناك الكثير من الاسماء في الاتحاد مع الاسف نعرفها فقط بالاسم مما جعل للأمرأولوية فعلا. هذا الى جانب استثمارالملتقى ليكون لقاء ثقافي نتداول فيه القضايا الفكرية والثقافية بالمناقشة والمدارسة .

في الواقع في بداية تشكيل الاتحاد بدأنا بسقف عالي من الاهداف والطموحات ورسمنا الكثير من الخطط وفق رؤية ورسالة وأهداف منها قصير المدى والمتوسط المدى والبعيد المدى وطبقنا جملة منها وتعذر بعضها ليس اخفاقا ولكن احيانا طبيعة المرحلة تقتضي عدم الاستعجال مثل فكرة التقسيم المناطقي الذي كان مقررا منذ بداية نشأة الاتحاد ولكن جاء حاليا بشكل تلقائي مع برنامج المباحثة الشهري وماكان لله ينمو.

أخواتي الفاضلات استاذاتي العزيزات :على المستوى الاخلاقي فان الاهم من العمل في حد ذاته هو روحية العمل والاولى منه هي اخلاقيات العمل الرسالي والتي ان لم يصطبغ بها اي عمل نؤديه وان كان كبيرا حجما وصدى فليس له اي قيمة ومنها كما يقول امامنا الإمام الصادق عليه السلام: "المؤمن أخو المؤمن، عينه ودليله، لا يخونه، ولا يظلمه، ولا يغشُّه ولا يعده عدة فيخلفه"5. ميزان الحكمة الحديث 148 وهذا مانذرنا أنفسنا عليه في مشروع عملنا في هذا الاتحاد المبارك أن نمد يدنا لبعض حتى مع اختلاف التوجهات والعمل في المساحات المشتركه وما اوسعها والتغافل عن الاساءة وطرح خبراتنا العملية والادارية ليستفيد منها الاخرون دون حرج مبتغين من ذلك مرضاة الله عز وجل وتحقيق الاهداف المنشودة في الافق البعيد.

أما على المستوى الاداري والتنظيمي فأكاد اجزم بان زمن العمل الفردي

قد ولى واصبح اليوم اي نشاط منفرد هو معزول اجتماعيا بل ويعتبرعامل

مضعف لجسد العمل وليس عامل قوة بلا شك .

بل وعلينا نحن كمتديين في الساحة وكمتصدين لهموم العمل الرسالي علينا ان نستوعب التطور السريع فيما يحدث حولنا في العالم من احداث وتطورات على كافة الاصعدة الفكرية والعلمية والتكنولوجية . لقد اصبح اليوم العالم كما يقولون قرية صغيرة وعلى المتدينين الخروج من قوقعة الانا والجماعة الفلانية والتيار الفلاني وترتيب الاولويات من منطلق العمل الجمعي وفق رؤية اوسع  وأشمل للاولويات وصولا الى تحقيق الوحدة  المنشوده والتي هي في مقدمة تكاليفنا الشرعية في زمن غيبة المنتظر ارواحنا لتراب مقدمه الفداء لتوحيد البيت الشيعي بالدرجه الاولى . وهذا قطعا لايعني الغاء الانشطة والجهود الفردية ولكن ألا تكون هي الاولوية وان لانتوقف لنتكفي بها . حتما هذه الروحية المتسامية تحتاج الى جدارة معنوية وايمانية متميزه تسموفوق الذات وتتعالى على الجراح وتصبرعلى معوقات العمل وتحدياته من اجل ذلك الهدف الكبير لعلنا نكون ممن يختارهم الله عز وجل للنهوض به فنقربذلك عين امام زماننا ارواحنا فداه ..

أما واقع الحال فيقول بان كل هذه الجهود لازالت تحبو, وكل الجهود للملمت الصف لازالت شكلية اتدرون لماذا ؟ لانه عزيزاتي ببساطه ان لم تكن القلوب مؤتلفة صادقة شفافة, فسيبقى الجدار العازل باقيا مهما بنينا صروحا من الانشطه . اننا مكلفون بنصرته ارواحنا فداه من قبل ان يظهر بل هي المرحلة الاصعب والابتلاء بها اعظم . فأنصار ما قبل الفتح اعظم درجة ..ومن اول التكاليف واهم الاولويات لتعجيل فرج امام زماننا عج في تهيئة الساحة لظهوره المقدس هي ترتيب صفوفنا المبعثرة لنكون مصداقا للآية المباركة (صفا كانهم بنيان مرصوص) والتي هي بلا شك الخطوة واللبنة الأولى في اعداد جيش الانصار .ومن هنا فان طبيعة النظرة الى الانشطة والفعاليات ينبغي ان تكون من خلال هذه الرؤية وبروح مسئولة جادة ومدروسة بشكل جيد حتى تعطي أكلها كل حين باذن ربها . ولعلنا من خلال تجمعنا الشهري المبارك هذا نحقق بعضا من تلك الاهداف بمقدار ما نتعاطى معها بجدية وايضا بروحية المحبة والالفه .عن الإمام الصادق عليه السلام: "المؤمنون خدم بعضهم لبعض، - قال جميل -: قلت: وكيف يكونون خدماً بعضهم لبعض؟ قال: يفيد بعضهم بعضاً"ميزان الحكمة - محمدي الريشهري ج 1 ص 730

أخواتي العزيزات استاذاتي الفاضلات ان المؤمن لينجذب الى أخيه المؤمن بل

 كما ورد عن امامنا الصادق (ع) : إنّ المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن

 قلب الظمآن إلى الماء البارد . ص280المصدر:نوادر الراوندي ص8

 لتشابه الملكات الروحية بينهما وهذه المودة والمحبه بين المؤمنين من

علامات الاستقامة الروحية والسلامة الاخلاقية عند المؤمن وقد عرف

الفيض الكاشاني المحبة من الإنسان بـ: "ميل النفس إلى الشيء، لكمال أدركته فيه" 1وهذا ما أرشد إليه

الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث عديدة منها: من 1 الى 5 http://www.almaaref.org/maarefdetails

"إنّ أوثق عرى الإسلام أن تحبَّ في الله، وتبغض في الله"2

"أفضل الأعمال الحبُّ في الله، والبغض في الله"3 .. "المودَّة في الله أقرب نسب"4

"المودَّة في الله آكد من وشيج الرحم" 5. اما خلاف هذه الحالة بين المؤمنين انما هو شذوذ عن الاستقامة  المعنوية لدى المؤمن كاشف عن ضعف في السلامة القلبية ومن آثارة الخطيرة لا سمح الله الوقوع في سوء الظن والتباغض والتحاسد والتنافس الغير محمود ومثل هذه الحالات لايخفى عليكم هي أشد فتكا في جسد المجتمع الايماني.

ومن هنا ومن منطلق المودة في الله والمحبه في الله نفتتح ملتقانا الشهري منابرالنورليكون محطة الماء البارد التي نسكن اليها متحابين في الله متواصين بالحق والصبروالثبات على طريق ذات الشوكة .

كمل بعضنا بعضا ونرفع بعضنا بعضا , في الحق ننتقد بمحبة ان اخطأنا ونصوب لبعضنا بموده ان غفلنا ونتعاون على البر والتقوى .فما هو بين أيدينا اليوم انما هو من عظيم فضل الله علينا وتوفيقه ولانعلم هل هو دائم الى الغد أم لا .ومن ادب الشكر حفظ هذه النعمه بان نصونها ونحافظ عليها وبان نؤدي مسئوليتنا تجاهها حتى لا يستبدلنا الله بغيرنا لاسمح الله بسبب تفريطنا في تحمل المسئولية .

وختاما  اجدد الترحيب بضيفاتنا الكريمات من داخل وخارج الاتحاد ولن أطيل اكثر لأنه لقاء التعارف الأول أسال المولى عز وجل أن يستعملنا فيما يرضيه ويجنبنا معاصيه انه سميع مجيب وصل اللهم على محمد  وعلى اله الطيبين الطاهر.

خادمة المنبر الحسيني / نجاة عاشور