بسم الله الرحمن الرحيم

الفيض المهدوي في حياة البشرية قبل وبعد الظهور المقدس

اعداد وتقديم

أ. سهيلة الجدي

المقدمة


قال الحق تبارك وتعالى { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ، إن في هذا لبلاغا لقومٍ عابدين }
الأنبياء / 105-106  ، نعيش هذه الأيام ذكرى ميلاد منقذ البشرية جمعاء ، وارث الأنبياء والمرسلين وخاتم الأوصياء المنتجبين ، معز الأولياء ومذل الأعداء ، الحجة الثاني عشر الامام المهدي المنتظر ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين .
وحديثنا بهذه المناسبة يكون ضمن أربعة محاور رئيسية هي :
1-   مفهوم الفيض الإلهي .
2-   المعصومون (ع) واسطة الفيض الإلهي .
3-   كيف تستفيد البشرية من الفيض المهدوي في الغيبة والحضور ؟
4-   معرفة حق الإمام على الخلق .
وكل منها محور هام ويحتاج إلى بحث مفصل ، ولكن نشير إلى كل منها حسب ما يسمح به الوقت معتمدين على حسن استماعكم وثقافتكم .
 
1-   مفهوم الفيض الإلهي
كثيرا ما يتردد إلى أسماعنا عبارة الفيض الإلهي... وعبارة لاحقة كما هو مستفاد من الروايات أن النبي (ص) والأئمة (ع) هم واسطة الفيض الإلهي... فما هو الفيض الإلهي ؟ وكيف هم (ع) واسطته ؟
ج/ الفيض لغة يعني الصب، فعندما نقول مثلا (فاض الماء) فإننا نعني صُب الماء، والفيض الإلهي بمفهومه البسيط من غير تعقيد أو إطالة: صب العطاءات والرحمات الإلهية بجميع أشكالها وأنواعها على المخلوقات.
يقول تعالى { وإن من شيء إلاّ عندنا خزائنه وما نن‍زّله إلاّ بقَدَرٍ معلومٍ } الحجر/ 21، فخزائن كلّ شيء عند الله تعالى وما موجود عندنا هو مما أفاضه الله علينا من تلك الخزائن .
ولكن الله تعالى جعل في هذا الكون سنناً ثابتة -قوانين- لا تتبدّل ولا تتحوّل؛ قال تعالى { فَلنَ تجد لسنّة الله تبديلاً ولن تجد لسنّة الله تحويلاً } فاطر/43  ومن السنن الإلهية القائمة في هذا الكون أنّ الله سبحانه وتعالى لا ين‍زل فيضه عادة إلاّ عبر وسائط ، وفي الآية المذكورة آنفاً { وما نن‍زّله إلاّ بقَدَرٍ معلومٍ } هذا القدر المعلوم جرت سنّة الله سبحانه وتعالى أن لا يكون إلاّ عبر الوسائط ، وهي على نوعان :
- وسائط طبيعية : نوضّح المسألة بمثال / أنّ الإنسان إذا مرض يراجع الطبيب ويتناول العقاقير أو الأعشاب  ليحصل على الشفاء ، لقد خلقها الله ليلجأ إليها الإنسان إذا مرض ، صحيح أنّ الشفاء من الله ولكنّه يمرّ عبر واسطة طبيعية هي هذه العقاقيرأو الأعشاب ؛ مع أنّ الشافي الحقيقي هو الله تعالى كما في قوله تعالى: { وإذا مرضتُ فهو يشفينِ } الشعراء/ 80 .
- وسائط غيبية : فكما جعل الله عزوجل الشفاء في الأدوية والأعشاب ، كذلك أودع الشفاء عبر وسائط وأسباب غيبية كتربة الحسين (عليه السلام) ، وربما لو قمنا بتحليل تربة كربلاء في المختبر لن نر فيها فرقاً من الناحية المادية عن سائر التراب. ولكن أليس الله بقادر على أن يجعل الشفاء في تربة الحسين (عليه السلام) إكراماً له كما جعله في العسل أو الأدوية والعقاقير؟!
وهكذا فإن الله عزوجل لا يفيض على المخلوقات بعطاياه المختلفة من أرزاق ورحمات ومغفرات وشفاءات وغيرها مباشرة ، وإنما يكون ذلك عبر الوسائط الطبيعية والغيبية لكل منها .
 
2-  المعصومون عليهم السلام واسطة الفيض الإلهي
ولكن الله عزوجل جعل في هذه الدنيا واسطة غيبية عظيمة تامة شاملة لجميع أنواع وأشكال عطاياه المختلفة وفيوضاته الربانية وهو القائل { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة } المائدة/35 .
وتلك الوسيلة هي النبي الأكرم (ص) وأبناؤه المعصومون عليهم السلام ، فبهم ومن خلالهم وبواسطتهم يصب الله عزوجل فيوضاته لتصل إلى جميع المخلوقات ، وهم واسطة غير مستقلة عن إرادة الله تعالى فقد أعطاهم الله عزوجل ذلك من خلال الولاية التكوينية والتشريعية التي من خلالها يتصرفون بالكون وما فيه ، لذا نقرأ في زيارة الإمام الحسين (ع) : ( إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم ...) بحار الانوار/153/ 98 .
وقد أكدت الروايات الشريفة المستفيضة على هذا المعنى ، منها ما ورد في لزيارة الجامعة الواردة عن الإمام عليّ الهادي عليه السلام : ( بكم فتح الله ، وبكم يختم ، وبكم ينزل الغيث ، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ، وبكم ينفس الهم ويكشف الضرّ، وعندكم ما نزلت به رسله ، وهبطت به ملائكته..).
وما رواه مروان بن صباح قال: قال أبو عبد الله عليه السلام ( إنّ الله خلقنا ، فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدلّ عليه ، وخزانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الأشجار، وأينعت الثمار، وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء ، وينبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد الله ، ولولا نحن ما عبد الله ) الكافي ج1 ص144.
وورد في رواية أخرى عبارة أنهم ( أولياء النعم ) ... نعم لقد جعلهم الله تعالى أولياء نعمنا ، فبهم يرزقنا ، وبهم يرحمنا ، وبهم يغفر لنا ويرضى عنا ، وبهم يشفينا ويقضي جميع حوائجنا ، وعند مراقدهم تهدأ وتطيب نفوسنا ... فكم من معضلة حلت باسم رسول الله (ص) ؟  وكم من مريض عوفي وشوفي باسم أمير المؤمنين (ع) ؟   وكم من مضطرب ارتاح واستقر بالتوسل بالزهراء (ع) ؟ وكم محتاج نال بغيته باسم الحسين وأبناء الحسين (ع) ؟ وكم .. وكم .. وكم ؟؟؟
ولسنا بحاجة أن نذكر قصصاً واقعية على ذلك فهي تملأ قلوبنا وضمائرنا قبل المجلدات والكتب ، فكلنا نال وما زال ينال في دنياه من فيوضاتهم وعطاياهم المستمرة .
وليس ذلك فحسب ، إنما هم واسطة الفيض الإلهي حتى في الآخرة وليس في هذه الدنيا فقط :
- أليس رسول الله (ص) هو أكبر شافع مشفع يوم القيامة ؟
- أليس أمير المؤمنين قسيم الجنة والنار ، يدخل من يشاء هذه ومن يشاء تلك ؟ أليس هو الساقي من حوض الكوثر يوم المحشر ؟
- ألا تحضر الزهراء يوم المحشر فيأتي النداء للخلائق غضوا أبصاركم فيغضوا ، فتقول (ع) يارب أريد أن يعرف قدري في هذا اليوم ، فيقول الله عزوجل انظري حبيبتي فاطمة فاشفعي فيمن تحبين ، فتلتقط شيعتها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء وتدخلهم الجنة ؟؟
- أليس أوسع أبواب الجنة يوم الحساب للحسينيون .. أتباع ومحبي الحسين (ع) والباكون عليه ؟؟
بعد ذلك كله لا نحتاج أن نثبت أنهم واسطة الفيض الإلهي وأصله ومنبعه ومحتواه .
ونحن نعيش الآن في زمن البقية الباقية من هذه الصفوة الطاهرة، زمن المهدي من آل محمد (ص) وننال من فيوضاته التي لا تنتهي ، فهو الرحمة العامة الشاملة من الله تعالى ، والتي قال فيها عزوجل { ورحمتي وسعت كل شيء } الأعراف/ 156 ، وقد روي عنه أنه قال عن نفسه الشريفة : ( إن رحمة ربكم وسعت كل شيء ، وأنا تلك الرحمة ) بحار الأنوار / ج53/ص11 .
لذلك فإننا نخاطبه في زيارة آل ياسين بقولنا : ( السلام عليك أيها الرحمة الواسعة ) مفاتيح الجنان .
وفي الدعاء ورد : ( .. وأكمل ذلك بابنه القائم رحمة للعالمين ) أصول الكافي / ج1 / ص528 .
وكلمة ( العالمين ) جمع ( عالم ) فهي تشمل عالم الإنس والجن والملائكة وعالم الأجنة والنبات والحيوان ... لأن كل مجال يضم صنفا من المخلوقات فهو عالم .
إذن استنادا لما تقدم وإلى بعض الروايات المعتبرة الأخرى ، فإن الإمام المهدي يمثل الرحمة التي تشمل كل العوالم ، فما من شيء إلا وهو مشمول بها ، لذا لا يوجد موجود في هذا العالم إنسانا كان أم نبات أم جماد أم ملك من الملائكة..–إلا ويجلس على مائدة الإمام المهدي (عج) ويكتسب الفيض الإلهي منه بإذن الله تعالى ومشيئته ، وذلك جزء من دور الإمام المهدي (عج) في زمن حضوره وغيبته ، وهذا يجرنا للتساؤل التالي :
 
3-   كيف تستفيد البشرية من الفيض المهدوي في الغيبة والحضور ؟؟
في عصر الظهور المقدس :
فيوضاته ورحماته تشمل جميع جوانب الحياة البشرية ولا يسع الوقت لذكرها تفصيلاً، ولكن يكفينا في هذا الجانب أن نتفكر في هذه الرواية الشريفة المتواترة ( يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد أن تملأ ظلماً وجورا ) لم تكتفي الرواية بذكر القسط أو العدل فقط وهما متقاربان في المعنى ، وإنما ذكرت الاثنان لتبين أنه (ع) يضع المنهج النظري للعدل بين الناس وهو قانون العدالة الإسلامي ، ويطبقه عملياً بكل حذافيره على أرض الواقع ، فنشر العدل والقسط ورفع الظلم في دولته  المباركة لا يشمل الأمم والشعوب فقط ، التي تتخلص به من الأنظمة الدكتاتورية والحكام الظلمة والخونة ، وإنما يشمل الناس فرداً فرداً ، حيث يعطي كل ذي حق حقه ، وينصف كل مظلوم على ظالمه مهما كان دينه وفكره وملته ولونه حتى على أبسط المستويات ، فينصف الزوجة على زوجها الذي ظلمها أو العكس ... وينصف الفقراء والمستضعفين على الأغنياء الجائرين – المتعدين لحدود الله -...وينصف الموظف البسيط من مسؤوله الظالم...وينصف الخادم الضعيف من مخدومه الظالم ... وهكذا فإنه ينصف كل مظلوم على كل ظالم ، مهما كان حجم الظلم الواقع عليه ولو بمقدار كلمة أو نظرة أو ذرة ، لذلك قال عنه الإمام الصادق (ع) أنه : (... يعطي كل نفسٍ حقها ) .
فعصره عليه السلام هو عصر النور والعلم والتقدم والحكمة والعدل والسعادة ... وانطلاقاً من الكلمة الحكيمة المشهورة "تعرف الأشياء بأضدادها " يمكن لنا أن ندرك شيئا من ازدهار ذلك العصر، وجمال الحياة في ذلك الزمان وحلاوة العيش فيه بإلقاء نظرة خاطفة على الوضع المأساوي الذي تعيش فيه المجتمعات حالياً ... ولنذكر بعض المكاره التي عكرت حياة الناس ، وسلبتهم لذة العيش وحلاوة الحياة ، من أنواح الحرمان المختلفة :
فهذا محروم من المال ، وهذا محروم من دار يسكنها ، وذلك محروم من تجارة أو وظيفة كمصدر للرزق يؤمن به حياته وحياة عائلته ، فالفقر والمجاعة منتشرة في كثير من بقع العالم ، والكثير محروم من الأمن والأمان يعيشا خائفاً مترقباً ، والكثير محروم من الحريات بشتى أنواعها ( حرية السكن / أو السفر / أو التجارة / أو العمل / أو الإقامة / أو الخطابة / أو الكتابة والتأليف / أو إبداء الرأي .. وغيرها ) والكثير يقبع في السجون ظلماً وعدواناً ، والكثير يموت نتاج الأمراض المزمنة والمستعصية ، والأكثر يموت من الحروب والصراعات السياسية والطائفية ..... بعد هذا الاستعراض السريع لمظاهر الحياة الحالية ، اقلبي مظاهر الحياة مائة بالمائة ، تلك هي دولة المهدي المنتظر ، وتلك بعض فيوضاته :
- فالفقر والحرمان يرحل عن البشرية ويحل محله الغنى والرخاء للجميع .
- والأمراض تختفي ، والعقد النفسية تنحل ، والأحزان تنقلب أفراحاً .
- والخوف يرتفع ، والأمن الأمان يسود العالم .
- والعدالة تخيم على رؤوس البشر .
- والسلام يشمل الكرة الأرضية جمعاء ، والإسلام ينتشر في كل بقاع الأرض ، فلا يبقى فيها سوى من يشهد ألا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله .
وخلاصة القول أن جميع الإنجازات والأحكام التي طبقها رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) في شتى الميادين وكافة المجالات سوف يطبقها الإمام الحجة (عج) في عصر ظهوره المبارك لكن بشكل أعم وأشمل لأنه سيطبقها في كل بقعة على وجه الكون ، وعلى جميع المخلوقات بلا استثناء .
في عصر الغيبة :
أما الآن ونحن في عصر الغيبة : فكيف لنا أن نستفيد من وجوده المبارك في غيبته كما في حضرته ؟
الجواب/لكي يتسنى لنا الاستفادة من وجوده(عج)أكثر فأكثر، لابد من توفر أربع مقدمات فينا نذكرها بعجالة:
* المقدمة الأولى / الإلتفات إلى النقص والفاقة والحاجة عندنا :
ونوضح هذه المقدمة وهي مهمة جدا بمثال : لو تصورنا أن شخصا ما يعاني من داء عضال في بدنه ولكنه غير ملتفت إلى ذلك ، فهل سيبحث عن العلاج؟ وهل سيتجه للطبيب؟ كلا وذلك لأن الداء وإن كان له (وجود واقعي) في بدنه ، ولكنه ليس موجود ( وجود شعوري) في ذهنه لكي يدفعه نحو التحرك للتخلص منه بأي سبيل!
فهكذا الشخص الذي يعتقد أنه لا يعاني شيئا ، ولا توجد عنده مشكلة ولا فاقة ولا نقص ، لا يمكنه الاستفادة الكاملة من الوجود المبارك للإمام المهدي (عج) لأنه لا يتحرك حينئذ بل يبقى ساكنا في مكانه ، لعدم شعوره بالحاجة إلى الإمام (عج) لحل مشكلاته ، لأنه يعتقد أنه لا مشكلة عنده في الأساس !
أما نحن فيراودنا الشعور بالحاجة في بعض الاحيان كما لو تهنا في صحراء أو انكسرت بنا السفينة في البحر أو ابتلينا أو أحد أعزائنا بمشكلة أو بمرض مستعصي العلاج – لا سمح الله - أما أولياء الله سبحانه وتعالى فإنهم دائما يشعرون بأنهم في حالة اضطرار وأنهم في حالة حاجة وفاقة .
ولذلك ترانا ننام طوال الليل لأنه لا يوجد شيء يؤرقنا ، أما هم ف { قليلا من الليل ما يهجعون } الذاريات/17
وعلى أساس ما تقدم ، ينبغي لنا ان نحاول أن نُشعر أنفسنا بنقصها وفاقتها واضطرارها وحاجتها للإمام (عج) ، وهذه هي المقدمة الأولى للاستفادة الكاملة من وجود الإمام المهدي (عج).
 
* المقدمة الثانية / التوجه إلى مصدر القوة والغنى والقدرة وهو الإمام المهدي (عج) :
فليس الإمام بالفرد العادي بل هو الذي يمكن لنظرة واحدة منه أن تغير حالنا ، فكما قلنا أن الله تعالى جعله وآباءه الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين مظاهر مشيئته... وجعل بأيديهم مقاليد الكون ، فعلينا أن ندرك ذلك تماما ونستحضره في أذهاننا ن فنحن المفتقرون المحتاجون دائماً وهو الغني المعطي بإذن الله تعالى .
 
* المقدمة الثالثة / محاولة إيجاد القابلية في أنفسنا :
يجب أن تكون في قلوبنا قابلية لتلقي الفيض المهدوي الطاهر .. فإن القلب الملوث ليس له قابلية ، وهكذا العين الملوثة والأذن الملوثة واليد الملوثة و... وأولى المراحل في هذا الطريق  وهي صعبة جدا ولكنها ممكنة أن نتجنب ارتكاب الذنوب ، ذنوب القلب والعين والأذن واللسان واليد و... فكما أن جهاز الراديو إذا حصل فيه أي عطب أو خلل أو قطع في سلك من أسلاكه يفقد القابلية على تلقى الموجات الصوتية من الفضاء ، فكذلك القلب إذا حصل فيه خلل فقد القابلية على تلقي الفيض الإلهي ، فلابد أولا من إصلاحه لإيجاد القابلية فيه.
 
* المقدمة الرابعة / الإلحاح والتوسل :
ينبغي لنا أن نتوسل ونلح حتى تشملنا العناية الإلهية ، ونستفيد من وجود الإمام المهدي (عج) بشكل أتم ، فعلينا أن نلجأ إليه في حل كل قضايانا الدنيوية والأخروية والفردية والاجتماعية ، فهو الملاذ لنا في كل الشؤون والقضايا ، وكما أن الله تعالى جعل الشمس مصدر الدفء والنور للإنسان في حياته المادية ، ومن ابتعد عنها حرم من الدفء والنو، فكذلك هو الإمام (عج) جعله الله مصدرا للدفء والنور في حياتنا المعنوية ، وأوكل سبحانه إليه كل أمورنا وقضايانا ، فمن لم يتوجه إليه فسوف يكون نصيبه الخسارة والحرمان .
وقد ورد أنه (عج) قال – في إحدى التشرفات- : ( لو بحثتم عني كما تبحثون عن ضالتكم لوجدتموني ) .
فلنستحضر هذه المقدمات الأربع ولنحاول أن نلح حتى نستفيد من وجود الإمام المهدي (عج) أكثر فأكثر.
 
ولنذكر الآن بعض مظاهر الفيض الإلهي  الجارية على يد الإمام المهدي (عج) في غيبته :
* المظهر الأول / حل المعضلات العلمية والفكرية :
كان الناس والعلماء يلجؤون إلى الأئمة (ع) كل في زمانه إذا واجهتهم معضلة علمية أو فكرية ، كذلك في زمن الغيبة الذي نعيشه ، فلا فرق من هذه الجهة لأن الإمام لم يغب عنا بل نحن الذين غبنا عنه ، فهو يحضر عند الناس بشخصه ، ولكنهم لا يعرفون شخصيته ، لذلك فإنهم عندما يرونه في عصر الظهور يقولون أنهم رأوه قبل ذلك دون أن يعرفوا أنه الإمام الحجة (عج) ... والحوادث والقصص الكثيرة تثبت لجوء العلماء و المؤمنين إليه وحله لمشكلاتهم الفكرية ، ومنها :
يوم كان العالم المشهور الميرزا مهدي الأصفهاني طالبا يدرس في النجف الأشرف تجاذبته بعض التيارات الفكرية وبقي في حيرة من أمره لا يدري ما هو الطريق؟ - كما هو حال بعض شبابنا في هذه الأيام المليئة بالفتن والتباس الحق بالباطل- وظل مدة قلقا متحيرا حتى لجأ للإمام (عج) ، يقول الميرزا الأصفهاني : فذهبت إلى وادي السلام وجعلت أتوسل وأبكي لكي يهديني الله للطريق الصحيح ، وبينما أنا كذلك وإذا بنور ولي الله الأعظم يشرق علي ورأيت عبارة كتبت بنور أخضر وهي ] طلب المعارف من غير طريقنا أهل البيت مساوق لإنكارنا ، وأنا الحجة بن الحسن [ ، وكانت هذه العبارة هي التي أنقذته من الضياع الفكري ورسمت له الخط الذي يجب أن يسلكه ، وعاد الشيخ الأصفهاني من النجف الأشرف إلى مشهد المقدسة ورفع الراية المهدوية ، وكثير من الذين يرفعون راية المهدوية في العالم اليوم هم من تلاميذ الشيخ الأصفهاني ومدرسته ، ولولا هذا الالتجاء والتوسل بالإمام لربما بقي الشيخ على ضياعه حتى نهاية عمره .
 
* المظهر الثاني / حل المشكلات العملية على يديه :
وهي كل ما يواجه الإنسان من مشاكل مادية في هذه الحياة من مرض أو هم أو غم أو قلة رزق أو ظلم ما...
فإنها تحل باسمه وببركة التوسل به عليه السلام ، وهو في هذا يسير على خطى جده رسول الله (ص) وآبائه الطاهرين (ع) والكتب تغص بما يثبت ذلك من تواريخهم الطاهرة ، فإن لم يكن النبي (ص) موجودٌ بيننا وكذا الأئمة من آله (ع) فإن الإمام الحجة (عج) موجود حي يرزق في هذه الحياة ، وهو المعين لكل من لجأ إليه لحل مشكلاته العملية .
فحالات قيامه (ع) بحل المشكلات العملية للناس جميعا – وليس لمواليه فقط – كثيرة جدا لا مجال لذكرها ، وقد ألفت فيها الكتب ، منها قضية ذلك الشاب الذي ينتمي إلى إحدى الفرق الأخرى أضاع الطريق إلى مكة فتوسل بالإمام (عج) فحضر(ع) ودله على الطريق ثم غاب عنه ، وكان ذلك سببا لتشيعه.
 
* المظهر الثالث / التوجيه والعناية :
إن الإنسان بحاجة إلى موجه في أي مجال أراد أن يتقدم فيه ، فطالب الفقه مثلا إن لم يكن له موجه كفؤ واكتفى بالمطالعة ، فلا يتوقع له أن يصبح فقيها ناجحا ، وكذلك طالب الطب...وكذا في كل مجالات الحياة .
فإذا كان الأمر كذلك ، فهل هناك موجه وراعٍ خير من الإمام المهدي (عج) ؟
- نقل أحد العلماء الكبار عن السيد المجدد الثاني آية الله السيد محمد مهدي الشيرازي (رضوان الله عليه) أنه تشرف بلقاء الإمام الحجة (ع) في مسجد السهلة فقال له (اكتب) وعندما عاد تفرغ للتأليف وترك كل البحوث التي كان يلقيها على طلابه ، رغم الضغوط الشديدة عليه للعودة إلى التدريس ... والآن اعترفت به موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر وأعظم مؤلف في التاريخ حيث بلغت مؤلفاته أكثر من 1200 مؤلف .
هذا مثال على التوجيه والرعاية الأبوية من لدن الإمام (عج) تجاه شيعته ، فحري بنا أن نعمل ما من شأنه أن يجعلنا مشمولين بها و بالرحمة الإلهية الخاصة الجارية على يديه وأن ندعو الله تعالى قائلين : (... وهب لنا رأفته ورحمته ودعاءه وخيره ...) ، ونسأل الله سبحانه أن لا يحرمنا ذلك .
 
* المظهر الرابع / البركة والتوفيق :
إن الاهتمام بالقضية المهدوية يوجب التوفيق والبركة في الحياة ، وإن للعوامل الغيبية أثرا كبيرا في الحصول على التوفيق والبركة ، وإننا نجد شواهد لذلك في حياة كثير من علمائنا الأعلام ، فإنهم لم يكونوا ليبلغوا ما بلغوا لولا وجود عامل غيبي في حياتهم .
- في هذا المجال ينقل أن المحقق القمي والسيد بحر العلوم رحمهما الله كانا صديقين حميمين ، وكانا يتتلمذان عند الوحيد البهبهاني رحمه الله ، وكان السيد بحر العلوم يطلب من المحقق القمي أن يقرر له الدرس الوحيد البهبهاني في كل مرة لأنه لم يكن يستوعبه بشكل كامل ، ثم إنهما افترقا ، إذ هاجر المحقق القمي إلى إيران وبقي بحر العلوم في العراق ، وبعد فترة سمع المحقق القمي عن السيد بحر العلوم ما أثار تعجبه ، حيث بلغه أن صديقه القديم قد ارتقى مقاما شامخا من العلم ، وحينما عاد إلى العراق والتقى بالسيد بحر العلوم عرض عليه إحدى المسائل، فخاض فيها الأخير خوضا أبهر المحقق القمي ، حتى قال له : أنت بحر العلوم حقا ، وطلب المحقق القمي من بحر العلوم أن يكشف له عن سر بلوغه هذه الدرجة من العلم ، فلم يشأ بحر السيد بحر العلوم في بادئ الامر أن يذكر له السر ، ولكن إلحاح المحقق القمي اضطره إلى القول : كيف لا أكون كذلك وقد ضمني الإمام المهدي (عج) إلى صدره الشريف .
 
4-   معرفة حق الإمام على الخلق
إن من أعظم النعم الإلهية علينا أننا نعاصر أيام وجود هذا الإمام العظيم الذي بشر به الأنبياء والأوصياء وترقبوا ظهوره ، وهم يتمنون أن يعاصروه ويدركوا عصره ليقوموا بخدمته (عج) في جميع أيام حياتهم ، كما ورد في الحديث الشريف : أنه سئل أبا عبدالله الصادق (ع) : هل ولد القائم (عج)؟ قال (ع) : ( لا ولو أدركته لخدمته أيام حياتي ) .
وهكذا كانت أمنية جميع الأنبياء وجميع الأوصياء من أولاد الحسين (ع) حيث أنه (عج) أفضلهم جميعا ، فنحن الآن وفي عصرنا هذا كان الصالحون يغبطوننا وعلى مر التاريخ ، فأول ما علينا هو إيجاد الارتباط به وبمقامه المنيع القدسي ، ولا شك أن لحظة ارتباط بحضيرة قدسه تصنع الكثير الكثير ، أما من جانبه (عج) فارتباطه  بنا ارتباط متواصل ووثيق حيث يعرض عليه (عج) صحائف أعمالنا في كل يوم مرتين كما في بعض الروايات ، وقد ورد عنه (ع) في كتابه للشيخ المفيد : ( فإنا نحيط علما بأنبائكم ، ولا يعزب – لا يخفى - عنا شيء من أخباركم ) .
وأخيراً وبعد هذا الحديث نتساءل : أليس للإمام حق علينا ؟ وكيف نؤدي ذلك الحق ؟؟
إن معرفة حق الإمام (ع) علينا يؤدي إلى الاهتمام به وبقضيته الكبرى ، وإنه لمن العجيب موقف بعض الشيعة الاثنا عشرية من الإمام جفاءهم له وإهمالهم لأمره الإلهي ، مع أنهم يعتبرونه حجة الله على جميع الخلائق ووليه على جميع الكائنات وأنه ولي أمرهم وصاحب زمانهم ، وأنه بيمنه رزق الورى ، وبوجوده ثبتت الأرض والسماء – كما في دعاء العديلة المشهور-  والعجب انهم يعتقدون فيه ما لا تعتقد أمة بمقتداها ، فإن الشيعة تعتقد بالولاية التكوينية والتشريعية للإمام ، فهو القدرة المطلقة في الكون بإذن الله تعالى وأن أمور جميع الخلائق تعود إليه وإلى اختياره ، وإرادة الله في كل الأمور تهبط إليه ثم تصدر منه ......... ولكن مع هذا كله فلا يتسم موقف بعض الشيعة مع هذا الإمام العظيم إلا بالإهمال والإعراض ، ولا يتناسب موقفهم مع إيمانهم واعتقادهم ، انظروا إلى النصارى وموقفهم تجاه نبيهم عيسى (ع) وهم لا يعتقدون في المسيح معشار ما نعتقده في الإمام المنتظر (عج) ، إذ غاية ما يعتقدون في المسيح أنه نبي من أنبياء الله تعالى أنقذهم من الضلالة وهداهم إلى الحياة السعيدة ، ولكن لا يعتقدون فيه أنه مصدر أرزاقهم وجميع نعمهم وجميع ما يتعلق بحياتهم ، ولا يعتقدون فيه أنه حي حاضر يلجأ إليه ، ولا يعتقدون فيه أنه الحجة التي لولاها لساخت الأرض بأهلها ، ولا يعتقدون فيه أنه الناظر إلى أعمالهم جميعا و... ومع ذلك يعظمون المسيح (ع) تعظيما منقطع النظير ، لاحظوا ما يصنعون بعيد مولده ( الكريسماس ) .
 إذن نحن نجلس على مائدة المهدي المنتظر (عج) في كل لحظة من لحظات حياتنا ، والاهتمام بقضيته مظهر من مظاهر شكر المنعم عزوجل ، وقد نقل أن مجموعة من العلماء اجتمعوا لبحث ما يفترض أن يتخذوه من موقف إزاء المخاطر التي كان يتعرض لها الإسلام والمسلمون قبل حوالي أربعين عاما في العراق ، فقال أحدهم إن واجبنا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف بوجه القوانين الباطلة ، ولكن أحد الحاضرين اعترض عليه بقوله إن ذلك قد يعرضنا للخطر ، وإن من الممكن أن تقوم الحكومة باعتقالنا وإيذائنا، فرد العالم الأول بما مضمونه : إن الحكومات تتكفل أمور جنودها فترة طويلة وذلك ليدافعوا عنها في ساعات الخطر ، وليس من الصحيح أن يفر فرد من أفراد الجيش آنئذ ، فإن فراره هذا يعد خيانة ، ونحن قد جلسنا دهرا على مائدة الإمام المهدي (عج) ، مائدة جوده النابعة من وجوده الكريم المبارك ، فكيف لا ندافع عنه وعن دين جده رسول الله (ص) ؟ ألا يعتبر التقصير في ذلك خيانة ، والحال أننا قد أعددنا لمثل هذا اليوم ؟؟
 
وهذا يجرنا للسؤال حول كيفية الاهتمام بالقضية المهدوية على المستوى الفردي لكل منا ؟؟
ونتطرق في هذا المجال إلى 3 نقاط رئيسية يندرج تحت كل منها عدة نقاط :
الأولى / الاهتمام بالثقافة المهدوية ، وفي هذه النقطة مفردات منها :
1-   الاهتمام بالمطالعة حول شخصية الإمام (عج) ، انطلاقا من النص الشرعي القائل (من مات لا يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهلية )الكافي ج3.
2-   على المرء أن يدفع أفراد أسرته وخاصة الأطفال وصغار السن لكي يكثفوا من مطالعتهم حول الإمام المهدي (عج) ، بالإضافة إلى نقل القصص وكل ما يتعلق بالإمام (عج) لهم ، لتعميق حبه والارتباط به في وجدانهم منذ الصغر .
3-   تأسيس مكتبات تخصصية حول الإمام المهدي (عج) ، يقال أنه سئل السيد محمد كاظم القزويني رحمه الله مرة : ما فائدة الموسوعة التي تؤلفها عن الإمام الصادق (ع) فقال : يكفيني أن توضع في المكتبة ليعرف أن هناك موسوعة عن الإمام الصادق (ع) في ستين مجلدا.... إن الشاب عندما يدخل المكتبة ويرى ألفا وخمسمائة كتاب مثلا عن الإمام المهدي (ع) فإن هذا وحده كاف للتأثير فيه ، فلنجعل في كل مكتبة بل في كل بيت غرفة أو زاوية للكتب والأشرطة التي تتعلق بالإمام (عج) .
4-   المشاركة بتكثيف المادة الإعلامية حول الإمام وقضيته العادلة – ونحن بلا شك مقصرين من هذه الناحية بالرغم من أهميتها الكبيرة ونحن نعيش في عصر الإعلام المتقد والانترنت والأقمار الصناعية – ويكون ذلك من خلال :
·       إنشاء القنوات الفضائية باسمه لتعرض كل ما يتعلق به (ع) .
·       عمل البرامج المختلفة التي تتحدث عنه وعن دولته المباركة .
·       الكتابة حول الإمام وقضيته بشكل مكثف بكل ما أوتينا من قدرة في الصحف والمجلات ووسائل التواصل الأجتماعي ومواقع الانترنت – مع ملاحظة تحري الدقة في صحة ما نكتب وما ننقل – ويندرج تحت هذه النقطة : تأليف المؤلفات المختلفة حول الإمام (عج) وكل ما يتعلق بالقضية المهدوية ، فنحن في أشد التقصير من هذه الناحية الهامة والمؤثرة ، فنلاحظ مثلاً أن (إقبال اللاهوري) وهو شاعر وفيلسوف هندي عاش قبل قرن من الزمان تقريبا وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة ميونخ في ألمانيا ثم عاد إلى وطنه وطالب بانفصال المسلمين عن الهندوس واقترح تأسيس دولة إسلامية واقترح لها اسم باكستان ، ألفوا عنه خلال نصف قرن (50 عام ) خمسة آلاف كتاب ، وكتبوا حول ( أتاترك ) مؤسس الدولة التركية ذلك الرجل الاستعماري أكثر من عشرة آلاف كتاب ...
فهل ألفنا بهذا الكم حول إمامنا العظيم (عج) خلال 12 قرن مضت ؟!!
 
الثانية / إحياء الشعائر المهدوية ، وفيها مفردات أيضاً :
1-   الاهتمام بقراءة الأدعية المرتبطة بالإمام (عج) كدعاء الندبة ، وليبدأ الإنسان بالمداومة على ذلك في بيته ثم يحاول توسعة الدائرة ، فإن هذه القطرات تتجمع وتتحول إلى ظاهرة اجتماعية عامة تربط الناس بإمامهم .
2-   إحياء كل ما يرتبط بالإمام (عج) مثل :
·       تسمية الأبناء باسمه ، والبنات باسم أمه السيدة نرجس أو عمته السيدة حكيمة عليهما السلام .
·       إحياء مدينة سامراء بالزيارة المكثفة كأضعف الإيمان ، والتبرع لإعمارها ولساكنيها .
·       إقامة المشاريع الخيرية والثقافية المفيدة للناس باسم الإمام المهدي (عج) لزيادة ارتباطهم به ، وكمثال على المشاريع الطيبة ما قام به أحد الشباب المؤمنين حيث حرض أصحاب المحلات على بيع البضائع بنصف القيمة باسم الإمام الحجة المنتظر (عج) وتكفل لهم بدفع التفاوت ، فتقاطر الناس للشراء من ذلك السوق وهم يذكرون الامام ويصلون على النبي وآله ، يقول هذا الشاب أنه فعل ذلك في إحدى أيام الجمعات ، ولكنه شاهد في الجمعة التالية أحد أصحاب المحلات وقد استمر في بيع البضائع بنصف القيمة باسم الإمام المهدي (عج) ... وفي ذلك إحياء لذكر الامام واسمه وإيقاع محبته في قلوب الناس .
 
الثالثة / تعميق الارتباط بالإمام (عج) والدعاء له في كل وقت
فينبغي علينا ألا ننساه أبدا كي يشملنا بلطفه ورحمته بشكل أكبر وأعمق، وفي هذه النقطة عدة مفردات أيضا:
1-   الإكثار من ترديد ( اللهم كن لوليك الحجة ...) وجعله وردا دائما تجري به ألسنتنا ( كالصلوات ) .
2-   ذكره في قنوت صلواتنا وبعد كل صلاة والدعاء بتعجيل فرجه ، فإن فيه فرجنا ونصرنا وحياتنا .
3-   الإلتزام بدعاء العهد قدر المستطاع ، والأدعية الأخرى المتعلقة به (ع)... وهناك كتاب في مجلدين يذكر فوائد الدعاء للإمام (عج) من الجيد مطالعته وهو " مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم " .
4-   الإلتزام بزيارته في كل جمعة على الأقل .. والأفضل في كل يوم ، والأفضل منه بعد كل صلاة ولو بالزيارات المختصرة، مع محاولة استحضار وفهم معاني كلمات الزيارة... فإن لها الأثر الكبير في قوة ارتباط الفرد بإمامه .
 
 
(( اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك ، والقادة إلى سبيلك ، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة ، بمحمد وعترته الطاهرة )