بسم الله الرحمن الرحيم

دور الأسرة في مواجهة مخاطرالتواصل الإجتماعي والتمهيد للانتظار


                                                                                     
      اعداد وتقديم
                                                                                           أ .بهجة المتروك

(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ)

تعد شبكات ومواقع  التواصل الاجتماعي من أهم الوسائل والتقنيات الحديثة في القرن الحالي التي تساهم في نشرالعلوم والمعلومات المتعلقة بشتى المواضيع على مساحة كبيرة ونطاق واسع من العالم.

الهدف من هذه الشبكات كما تم الإعلان عنه من قبل المشغلين  والمؤسسين لتلك الشبكات والمواقع هو الوصول إلى ملايين البشر في شتى بقاع العالم على اختلاف امكنتهم، وعاداتهم ولغاتهم،  وتقاليدهم، وربطهم ببعض وجعل العالم  كقرية صغيرة واحدة.

  

ما هي الغاية من ذلك.  أو لنسأل السؤال بصيغة أخرى ما هي الحاجة والأهداف التي يريد المؤسس تحقيقها من ذلك؟

أولا: الهدف الإقتصادي من خلال جني الأرباح الناتجة من شتى المعاملات المالية المتعلقة بالبورصات العالمية والتجارة الدولية والخدمات والتسويق وغيره.  

ثانيا: الهدف الثقافي: من خلال نشر الثقافة الغربية والتي تشكل في اعتقاد الغرب الطريقة المثلى للثقافات والتي هي راس الهرم في التعاملات والعلاقات والتي يجب أن يصبو إليها العالم الثالث المتخلف فكريا وثقافيا( حسب رؤيتهم) .

ثالثا: حقوق الإنسان والحريات: حرية المرأة وحرية الإعتقاد ورفض التعسف الذي تتعرض له المرأة تحت ظل الأديان والتحرر من القيود.  هذا إذا سلمنا أن الهيمنة الفكرية، والهيمنة السياسية، والسيطرة على فكر جميع فئات المجتمع، وتحريك الشارع بما يتناسب مع الإسلوب الإستعماري الجديد ليس هو الهدف من تأسيس هذه الشبكات، ولكنه وبلا شك نتيجة واضحة وجلية  لهيمنة مواقع الإتصال الإجتماعي على فكر وتصرف جميع الفئات العمرية في المجتمعات، وخاصة مجتمعات دول العالم الثالث والعالم الإسلامي خاصة، والتي وجدت في هذا الإنفتاح على العالم الغربي  صورة منمّقة ومشوقة وجميلة تشبع لديه الرغبة في التحرر من الكبت والقيود والإحباط الذي يعيشه الفرد في مجتمعات فاقدة لمعايير الحريات الفكرية والسياسية،  مما تسبب في زعزعة المعتقدات الإجتماعية والثقافية والدينية أو لنقل تمييعها خاصة عند الشباب لتصل إلى ما وصلت إليه،  حيث تركزت المطالَب والأهداف والرؤى المراد تحقيقها، بالسعي الحثيث، هي المطالَب الدنيوية دون التوجه أو الموازنة بين المتطلبات الدنيوية والأخروية، ولنقل حتى لا نكون مبالغين،  أصبح هناك ترجيح للمطالب الدنيوية على المطالَب الأخروية عند غالبية الناس في المجتمعات الإسلامية.  وهذا وبلا شك يدق ناقوس الخطر.    

  

مما لا شك فيه أنه هناك إيجابيات كثيرة وفي غاية الأهمية لهذا النوع من العلم والتقنية التكنولوجية التي لا ننكر مدى أهميتها في الوقت والزمان الحالي حيث:

  •  تطورت الحياة وأصبح الإنسان مع هذا التطور بحاجة إلى   السرعة والدقة لإنجاز معاملاته المختلفة المتعلقة بشئونه المعيشية.
  •  سهولة الحصول على المعلومات المفيدة والدقيقة والمتعلقة بشتى المواضيع العلمية.  
  • سهولة الحصول على الإستشارات الدينية والطبية والقانونية والمالية وغيرها.  

 

وهناك الكثير من المزايا والإيجابيات في جميع المجالات الدينية والإجتماعية والثقافية التي يحضى بها الإنسان من تلك الشبكات ومواقع التواصل الإجتماعي.  



ولكن موضوعنا الْيَوْمَ يهدف إلى تسليط الضوء على الصور المختلفة للمخاطر الناجمة من مواقع التواصل الإجتماعي، والتي لا بد من مواجهتها و العمل من خلال المجالس العاشورية الهادفة للحد منها، والعمل على إيجاد الحلول لها من خلال الجهد الهادف الذي يجب أن يبذل لدراسة الخطوات اللازم اتخاذها للسيطرة على هذا التدهور الأخلاقي الخطير، الناتج عن الإهمال الحاصل من قبل المجتمع والأسرة للتصدي لتلك السلبيات الوخيمة، والتي اذا استمرت سوف تمزق وتوهن المجتمعات الاسلامية وتفرغها من أهداف دينها الإسلامي الحنيف والتي تؤثر سلبا على أهم لبنة أساسية في المجتمع ألا وهي الأسرة.  

 صور من السلبيات الناجمة من مواقع التواصل الإجتماعي :

١- تشكل شبكات التواصل الاجتماعي عموما وبشكل خاص موقع "فيس بوك" لمميزاته المختلفة، خطورة كبيرة على المراهقين، وهذه الحالة لا يمكن حصر تداعياتها، وتشكل مشكلة حقيقية  ما لم يتم معالجتها بالشكل الصحيح. 

 ومن أهم هذه المخاطر أن هؤلاء المراهقين لا يدركون كون عالم هذه الموقع هو عالم مزيف، وأن الأشخاص  الذين يتعرفون عليهم غير صادقين أو لنقل لن يكون لهم التأثير الإيجابي عليهم وفِي بعض الحالات الهدف هو تعمد الإساءة والإبتزاز.                                  

٢- ظاهرة اﻹعجاب بين الشباب

وظاهرة اﻹعجاب بين الشباب والفتيات المتزوجين وغير المتزوجين التي تتعدى الأحكام الشرعية  وعدم مراعاة الحرمة الدينية لمثل تلك العلاقات.  

٣- ذكرت احدى الدراسات الغربية أن استخدام مواقع التواصل المنتظم مثل فيسبوك قد يؤثر سلبا على رفاهيتك العاطفية ورضاك بالحياة مع من حولك ويولد شعوراً بـ "التعاسة" و "الحسد" وعدم الرضا وبالتالي الإنفصال وهدم الأسرة.

٤-  الإدمان على هذه المواقع مما يصيب الشخص بالقلق النفسي والتعب الجسدي والصحي.  

٥-تأثر الشباب وغيرهم بالفكرالتكفيري المتطرف لا سيما المراهقين من الجنسين والتواصل بينهم والارتباط بالمجموعات المتطرفة والارهابية من جميع الدول.

٦- الدخول في نزاعات ومناظرات ليست من اختصاص بعض الأفراد في مواضيع خلافية تؤدي بالنتيجة إلى تأجيج الطائفية والشحناء البغيضة بين أفراد المجتمع والتي قد ينتج منها التصرفات العدوانية التي لا بحمد عقباها.

ما هو العلاج؟

1.     الوقاية خير من العلاج.  

2.     شرح وتوضيح تلك المخاطر في المجالس والحلقات التعليمية.  

3.     التركيز على مقومات التربية الصحيحة من خلال المجالس الحسينية وخاصة عند مخاطبة الشباب والفتيات اللاتي في مقتبل العمر والتي سوف تقود إنشاء أسرة جديدة ( الأم مدرسة إذا أعددتها) أن تكون تلك الفتاة مدركة لتلك المخاطر ، تلك الفرصة تكون متاحة في الأيام ١٣ الأولى من محرم لتواجد تلك الفئة في المجالس الحسينية بكثرة.  

4.      تسليط الضوء على الظاهرة السلبية وهي ظاهرة التصوير التي اجتاحت الحياة الإجتماعية وأصبحت هي الأولوية القصوى عند الكثير من النساء وحتى في المجالس الدينية.

5.      تعزيز القيم الدينية والأخلاقية وتسليط الضوء  على سيرة أئمة أهل البيت عليهم السلام لتعزيز مفاهيم التربية الإسلامية.  

يجب أن تبذل الجهود الجهود البناءة والهادفة لدراسة هذه الظواهر المدمرة للأسر في المجتمعات الإسلامية من قبل المتخصصين في تلك المجالات لمواجهة تلك الظواهر السلبية والحد منها.