بسم الله الرحمن الرحيم

الممهدون وإرساء ثقافة التعايش السلمي

اعداد وتقديم
أ .نادية الشبيب

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد واله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعداء الله ظالميهم من الأنس والجن أجمعين   
قال تعالى :  (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ    ) 
ان الله تعالى خلق البشرية وجعل لهم تشريعات تليق  وتتوافق مع ظروفهم البيئية وحياتهم المعيشية وشرع لهم أدياناً وجعل بينه تعالى وبينهم صلة وهي الأنبياء والرسل والكتب السماوية المقدسة فلم يتركهم يعومون ويسبحون في فضاء الكون بدون مرشد وموجه وذلك لطفاً ظاهر منه تعالى وعناية فهو أرحم الراحمين حيث بدأ رحمته مع خلقه بنبيه آدم وختم بمحمد صلى الله عليه واله وسلم , ثم بالخلفاء في الأرض ومع كل ذلك فان رحمته لم ترفع من الارض ولم تسلب من الخلق بعد قبض  روح آخر الأنبياء وسيدهم صلى الله عليه واله وسلم بل  أمتدت الرحمة من محمد الى آل محمد فبدأت بأول الأوصياء علي بن أبي طالب عليه السلام وختمت بالقائم المؤمل المنتظر عليه السلام وهو العدل السماوي المنتظر من الله تعالى  
فلو محورنا حديثنا ببعض  أهم النقاط التي سوف نطرحها ونتناولها بشكل مبسط وسلس حتى تصل الفكرة  لابد من وضع محاور اساسية توصلنا لغاية الحديث وهي : 

1  - من هو المهدي ؟ وماهي مهمته ورسالته ؟  
2  - هل المهدي غريب وحيد بدون أعوان وأنصار ؟ 
3  - ان كان له أعوان فمن هم وماهي مهمتهم ؟ وكيف يتلقون الأوامر من الأمام ؟ 
4  - ماهي أخطر قضية تؤثر في غياب الامام عليه السلام وكيف لنا تجاوزها ؟ 
إذا أردنا الجواب عن هذه المطروحات فإننا نتقدم ببطاقة تعريف للإمام عليه السلام  
الاسم : محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي  بن أبي طالب عليهم السلام   جده : رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم  وجدته لآبائه   : فاطمة الزهراء عليها السلام   وأبوه : الحسن العسكري عليه السلام  
ولد الامام في   15/ 8 / 255 للهجرة النبوية الشريفة ليلة الجمعة   و أمه السيدة نرجس جارية حكيمة أخت الامام الهادي بنت الامام الجواد  
مهمة الامام الحجة عجل الله فرجه  :  هي احياء دين جده المصطفى بعد الاندثار  وازالة الجور والعدوان عن المؤمنين بعد الظلم يتحول العالم على يده الى قسطاً وعدلاً وراحة وسعة  
ان الامام المهدي عليه السلام غُيب عن الانظار من منذ حمل أمه به فما أشبه حمل نرجس بحمل أم موسى وذلك بسبب الوضع السائد هنا الظلم في دولة وخلافة العباسيين الذين هددوا روع الامامة ويترقبوا وجود الامام لقتله لكن حماه الله تعالى من يد الطغاة فغيب منذ الطفولة بعمر الريحان 5 سنوات فكانت غيبته صغرى يلتقي فيها بنوابه الأربعة وبالخواص من شيعته الى ان وصلت الينا الغيبة الكبرى التي شلت الأعين عن النظر الى المولى عليه السلام في هذه الغيبة وخلال هذه السنوات الطويلة التي تجاوزت   1000 ومئات السنوات الامام لم يترك شيعته هكذا بل مد جسور التواصل بينه وبينهم عن طريق أساليب منها :  
1  - أما يرى طيفاً بعالم الرؤيا  
2  - أما عن طريق الخواص مثل المجتهدين والأولياء  
3  - أما يخرج بغير حقيقة مظهره ويتعايش مع المؤمنين من أمة جده صلى الله عليه واله وسلم   
ان لهؤلاء الممهدون لرسالة الامام وتبليغها عنه في غيبته دور عظيم نلمسه في سلوكهم وعقيدتهم وتعاملهم ورقيهم فهم من يبذلون السبل الشتى للوصول الى الغاية السليمة التي من أجلها أصبحوا رواداً للمهمة المهدوية  

فماذا يريد الامام منا ؟ 
وهذه كلها غاية البحث التي بها نحصل على الفائدة المنشودة وهي التعايش السلمي بين المؤمنين !!! 
ماذا يعني التعايش ؟  
التعايش : هو رضى الانسان بواقعه مع وجود بعض المشاعر  السيئة بداخله سواء من قبول واقعه او من عدمه إلا انه يرضخ للأمر الحاصل لعدم قدرته على تغيره  
ان الله تعالى جعل المهدي أمل الشعوب ومنقذ الأمة ومخلص البشرية من الجهل والتخلف وهو رسول السلام للعالم قاطبة فهو متعايش مع ظروف غيبته مع حزنه الشديد على أحوال الأمة لكن يدعو وينتظر أمر الله تعالى حتى ولو لم يبقى على الدنيا إلا يوم واحد سوف يخرج ويزيل أخطر أمر يعيش بين الأمة والمؤمنين  تحديداً هو الكراهية وحب الذات  
مع مرور الد هور والسنوات الطوال غياب الوازع الديني عن بعض الناس فصارت تحب نفسها وتحسد غيرها فمن هذا وذلك تولد عن الناس حب الذات !!! الـــــــ (  أنا  ) هادمة الايمان ومبيدة العقيدة الاسلام يحث  على حب الآخرين ويتمنى لهم الخير كالنفس ويوصي عليهم واحداً تلو الآخر  
في حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم  وحياة المعصومين عليهم السلام كان هناك تطبيقاً لقواعد وقوانين الشريعة السمحة الى حد كبير إن التعايش السلمي بين الأفراد والشعوب انما هو فكر حضاري يرتقي بالأمم فهو خلق القران وتعاليم الشريعة وهناك خلق ارقى وهو التسامح !! 

أن التسامح هو رضى الانسان بالطرف الآخر دون ان تبقي في قلبه أي نوع من العداوة إن القلب البشري نظيف وطاهر نقي يجب ان لايتلوث باي أمور ومتعلقات دنيوية فينبذ الكراهية والعداوة والتشنج   حتى يصبح قلباً لله نور فيخترقه حب الله ويسكن به حب الامام الحجة عجل الله فرجه ويمتلئ شوقاً للمنتظر حيث لايجتمع كره مؤمن وحب الامام عليه السلام بقلب واحد 
 التعايش مع المؤمنين والتسامح فيما بينهم يورث محبة الله ورضا الامام الحجة عجل الله فرجه  
فبتالي تتخلص من الكره والتشنج فيما بيننا حتى نكون بنيان مرصوص لا تهدنا عاصفة حاقدة ولا تفرقنا شحنات متدنية فنكون انهار للحق ويكون الحق معنا  
المبلغون عن الله وعن رسوله وآله الأطهار مسؤولون أولاً عن تثقيف أنفسهم وتطهير قلوبهم بالتعايش السلمي  
ونبذ الكراهية منهم وبينهم والى  مجتمعهم حتى يتمكنون من الرقي بالمجتمع وتثقيفه وتوجيهه من خلال منبر الامام الحسين عليه السلام وهو صوت الحق وصوت الحق يجب ان يكون حقاً والحق حتى يعتلي لابد ان يطبق ويؤخذ به فنحن كمبلغات أولى بتربية وتهذيب أنفسنا حتى  نوصل هذه الثقافة لمجتمعنا ولمن هم حولنا انطلاقا من قوله صلى الله عليه واله وسلم  ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) 
فبقراءة القران وسيرة المعصومين وكتب الحكماء والعلماء نرتقي بفكرنا وعن طريقها نسمو  بأخلاقنا  
فنكون بحق أنصار الامام المهدي مهيئين بإذن الله هذا وصل الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين  

أسأل الله القبول