بسم الله الرحمن الرحيم

دور المرأة في تأسيس البنية التحتية  لزمن الانتظار

اعداد وتقديم

أ. سكينة الرامزي

 الحمد لله رب العالمين، والصلاةّ والسلام على نبيه الرسول المسدد، المصطفى الأمجد، المحمود الأحمد، أبا القاسم محمد و على اهل بيته الطيبين الطاهرين .

مقدمة:

 الحث الوجداني والدافع الذاتي على التفكر الذي أرشد له القرآن ، إنما هو لاجل الاكمال والتكامل،حتى  يقفز الانسان من حالة الركود الى مرحلة الحركة، ويعيش حالة إكمال النقص والإصلاح، لا بد من سبق حالة الفكر، ليعمل الوازع الذاتي أو يقوىّ بعنصري الثواب والعقاب قناتا التفكر (الآفاقي و الأنفسي) إنما تعطي الإنسان الدفع التكاملي إذا كانت الانطلاقة صحيحة، إذ كل نتيجة مرهونة بمقدماتها ،وكلما كان التفكر الآفاقي أو الأنفسي شموليا ،كانت النتائج المتحققة أكبر.

الفكر المهدوي على صعيده (الافاق او الانفس) إنما هو لأجل أن تعيش البشرية أفضل حالة الكمال، و تحقق هذا مرهون بما نقدمه لأتفسنا ولمجتمعنا من خلال التفكر بايجاد الحلول و رفع المشاكل ، و تهيئة الأرضية لتحقيق هذه الأمنية.

و عليه كلما كانت نظريتنا الآفاقية و الأنفسية أكبر، كان تحقق التكامل  أسرع في عملية التمهيد والظهور لنستخلص دورنا فيها تمهيدا للقيام به.

إننا نعتقد أن الاشتغال الفردي والاجتماعي من خلال (قناتي التفكر) هوأرقى الوسائل التي من خلالها يمكن طي المسافات لتحقيق أهداف البشرية لتدخل السعادة على يد ولى الله الأعظم (عجل الله تعالى فرجه)                                                                                                                           

بداية البحث  نذكر كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة يقول عليه السلام :(العلم علمان وفي رواية (العقل عقلان) علم مطبوع وعلم مسموع ولاينفع المسموع اذا لم يكن المطبوع ) .

يقول الشهيد المطهري (قدس سره)أن العلم المطبوع يعني العلم الذي طبع في فطرة الانسان وينبع من ذاته ، العلم الذي لم يكتسبه الانسان  من غيره وهذا هو المراد بقوة الابتكار في الشخص .

ثم يقول عليه السلام وعلم مسموع فلولا العلم المطبوع لم ينفع المسموع وهذا هو الواقع فهنك أفراد ليس لهم علم مطبوع مطلقا والسبب على الأغلب سوء التربية والتعليم ،لا أنه فاقد للاستعداد والقابلية فتعليمه وتربيته لم يفعلا فيه هذا الاستعداد والقابلية .

   فالتربية السليمة هي التي تقوم على الأخذ والعطاء ،

الإقناع وليس التلقين والإجبار،الحوار المشترك البناء ، زرع الثقة بالنفس والاعتماد عليها ،

والتربية على الوازع الديني وهو الأهم والأساس لأي تربية صالحة سليمة  بما يناسب ديننا وعاداتنا وقيمنا . لأن الله تعالى وهو الحكيم رسم لنا من خلال القرآن والسنة نظاما تربويا خاصا يحقق السعادة للفرد والمجتمع وهذا النظام الاسلامي التربوي ينبع من صلب العقيدة الاسلامية بمرتكزاتهاالأصولية الثلاثة (التوحيد،النبوة،المعاد) ولها أهداف تترجم بمخططات أخلاقية واجتماعية وسياسية واقتصادية لأنه جزء من النظام الاسلامي العام الذي ينعكس على الفرد والمجتمع .

لذلك أولى الإسلام الأسرة وبناءها أهمية بالغة لما لها من أثر كبير في البناء الذاتي ،والتكوين النفسي، والتقويم السلوكي للفرد، وبعثْ الحياة والطمأنينة في نفسه.والأسرة أيضاً من المنظور الإسلامي رائدة البناء الحضاري الإنساني من حيث :

 إقامة العلاقات التعاونية بين الناس ,وتعليم الإنسان أصول الاجتماع وقواعد الآداب والأخلاق ،وتوارث القيم والعادات، وتطور المفاهيم والنظريات التي تخدم المجتمع الإنساني برمته.
فالإسلام الذي أراد أن يصنع أمة متماسكة وفاعلة وحاضرة في كل الساحات والميادين لتكون خير أمة أخرجت للناس يدرك بأن الأمة عبارة عن أسر متعاونة على البر والتقوى والعمل الصالح ولا بد لهذه الأسر من أن تكون سليمة متعافية ، لأن الأسر السقيمة والمفككة المتحللة لا تصنع أمة

بل تصنع همجاً رعاعاً ينعقون مع كل ناعق ،يكونون فريسة سائغة لأعداء الإسلام والمسلمين كما هو حاصل في هذه الأيام التي ترك فيها المسلمون تعاليم دينهم وأحكام الشريعة الإلهية التي أرادت لهم أن ينتظموا من خلالها بقوانينها التي ترعى مصالحهم الدنيوية والأخروية.
ولا بد لنا من قول الحقيقة والاقرار بها وهي أن الإسلام لم يقصّر في ايجاد الآليات الصحيحة التي تشكل صناعة الأسرة السليمة.

وقد شرّع الإسلام لذلك كل المناهج الحية التي تستهدف اصلاح الأسرة ونموها وازدهارها وأسس التعاون بين أفرادها وما يتعلق من حقوق وواجبات وآداب وارشادات لكل منهم.

 وجعل الإسلام لكل فرد من أفراد الأسرة دوراً ووظيفة ومسؤولية واخضع هذه المسائل لقانون الثواب والعقاب  ودائرة التكليف الشر

 

وهذا مايحقق  و يحفظ الأمن داخل الأسرة التي هي قوام المجتمع .

هذه  التربية السليمة نحتاجها أكثر في هذا العصرونحن نعيش في زمن الإنتظار،ماذا نقصد بالإنتظار؟

في الفكر الإسلامي و بالأخص الإمامي ( المعنى الاصطلاحي للكلمة) هو الترقب لظهور دولة الحق على يد الإمام الحجة عليه السلام ،  وهذا يحمل في طياته جوانب عديدة يتحملها ( المنتظِر ) وتشكل هذه الجوانب ثقافة متكاملة/ و أسساً حضاريةً يمكن أن يقام عليها بناء الدولة المستقبلية للإمام المهدي عليه السلام لماذا ؟

لأن غيبة الإمام عليه السلام  يرجع بعض عللها  إلى عدم توفر الظروف المواتية لإقامة الدولة العالمية . من المهم جداً   أن يفهم المؤمن الموالي أنه يعيش حالة الانتظاروالترقب ،

وأن يعرف انسجام المنهج القرآني مع عصر الإنتظار من خلال الكثير من الآيات القرآنية ، والأحاديث أوالروايات الشرعية التي تأمر بانتظار ظهور الإمام .

و هذا( تكليف تربوي) يهدف إلى تحقيق الاستعداد الكامل و باستمرار لنصرة الإمام عليه السلام  عندما يظهر . كذلك بينت الروايات مجموعة من الحوادث و الأمور كعلائم للظهور ليهتدى بها المؤمنون لترسيخ و تسريع استعدادهم ، و المساهمة في إنجاز مهمته الاصلاحية الكبرى و بذلك تتحصل الثمار المرجوة ،و لكن هذه الأمور تحتاج إلى شرائط منها :

الشرط الأول :

الارتباط النفسي والروحي والوجداني  بالإمام المنتظرعليه السلام بمعنى : أن يكون الإمام (ع) حاضراً دائماً في قلوبنا ، في مشاعرنا ، في وجداننا ، في أحاديثنا ، في لقاءاتنا ، في محافلنا من خلال( الأدعية والزيارات)  لتعميق الارتباط و الالتحام الروحي و الوجداني مع الإمام عليه السلام .

س- ما هي ثمرة هذا الارتباط ؟

1- يخلق الأمل في داخلنا فلا نصاب باليأس أو الإحباط ، رغم ما يعانيه واقعنا من محن و فتن و تحديات صعبة .

2- يملؤنا بالقوة و العزيمة و الصمود و الثبات ، لأنه رغم استنفار القوى الطاغوتية ضد  المؤمنين إلا أن المرتبطين بالإمام  لا يصابون بالضعف و الانهزام .

3- عندما نعيش هذا الإحساس النفسي العميق  بأن الإمام المنتظر يعيش معنا ، يرقب مسيرتنا ، يتألم حينما يرانا نمارس أي لون من ألوان الانحرافات أو المخالفات او التجاوزات الشرعية .

هذا يخلق عندنا حالة الانضباط و الاستقامة لماذا ؟

لأننا نشعر بأن هذه المخالفات تشكل ( إزعاج ) و ( ألم ) على قلب  الإمام عليه السلام.

الشرط الثاني :

الترقب الدائم لظهور الإمام عجل الله تعالى فرجة .

س- لماذا هذا الترقب الدائم؟ و ظهور الإمام عليه السلام مرهون بعلامات معينة فمتى توافرت تلك العلامات أمكن تحديد زمن الظهور ؟.

ج- إن علامات الظهور على قسمين :

1-    العلامات العامة

2-    العلامات الخاصة

العلامات العامة منها :

ظهور الفتن ، انتشار الفساد ، زيادة الانحرافات ، سيطرة الظالمين ... إلخ

أما العلامات الخاصة :

فهي مقترنة أو قريبة من زمن ظهور الإمام (ع) و هذه العلامات قد تفاجئنا ، لذلك تأتي ضرورة الترقب الدائم و التوقع المستمر ، يتبين من الاحاديث " أن الله يصلحه ( يعني الإمام ) في ليلة .

الشرط الثالث :

الاستعداد الدائم : و ماذا نعني بالاستعداد الدائم ؟

 اولاً : أن نعد أنفسنا إعداداً روحيا عالياً لأن اللقاء مع الإمام المنتظر يحتاج إلى مستوى عالي من الروحانية و الإيمان ،و الإخلاص لله ، و صفاء القلب ،

ضرورة أن نمارس ( الإعداد الروحي ) بشكل مكثف حتى  نكون من المنتظرين .

 ثانياً : أن نعد أنفسنا إعداداً فكرياً و ثقافياً بدرجة كبيرة ، بمعنى أن تتوفر على مستوى من الوعي و الفهم و الرؤية بمفاهيم الإسلام و أحكامه ، تؤهلنا لأن نكون من الكوادر الصالحة للالتحاق بالإمام عليه السلام .

المستفاد من الروايات أن أنصار الإمام أو الممهدين يملكون درجات عالية من البصيرة و المعرفة و الفقاهة في الدين .

-ثالثاً: أن نعد أنفسنا إعداداً سلوكياً و عملياً ، بحيث نعيش التقوى و الورع و الالتزام بأحكام الله تعالى .فيما روى عن الإمام الصادق علبه السلام: " من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر و ليعمل بالورع و محاسن الأخلاق و هو منتظر " .فالمنتظرون للإمام عليه السلام  نماذج عالية في التدين   والورع والصلاح و العبادة .

 

- رابعاً : أن نعد أنفسنا إعداداً رسالياً و جهادياً لأن المنتظرون يمثلون الكوادر المتحركة مع الإمام (ع) ، و يجب أن تكون مؤهلة بأعلى مستويات التأهيل ( وعياً ، إيماناً ، التزاماً ، جهاداً)

س- لماذا هذا اللون من الإعداد الرسالي العالي جداً ؟

لأن الإمام المنتظر (ع) و كوادره المؤهلة سوف يخوضون معارك جهادية صعبة مع القوى الكافرة في العالم و  المعبر عنها ب ( الدجال ) ، و مع القوى الانحرافية داخل الأمة و المعبر عنها ب( السفياني ) .ولا شك أن هذا الإعداد فيه من العناءوالإبتلاء والتضحية مالا يتحمله إلا المؤمنون الصادقون،الذين أعطوا وجودهم لله تعالى،وانصهروا في خط الإيمان،فهم الجديرون بشرف الإنتظار،والمؤهلون للقاء الإمام عليه السلام حين الظهور.

الشرط الرابع:

الارتباط الفعلي بقيادة الإمام المنتظر،وذلك من خلال الإرتباط العملي بخط الفقهاء العدول الصالحون، وبخط العلماءالممثلين لخط الفقهاء . القيادة الفقهائية هى القيادة النائبة عن الإمام المنتظرعليه السلام.

الشرط الخامس  :

التوطئة العملية لظهور الإمام وتتمثل في:

1_تهئية كوادر مؤهلة كافية للإنتماء لحركة الإمام المنتطر عليه السلام .

2_تهئية أرضية وقاعدة صالحة تدعم حركة الإمام المنتظرعليه السلام.

3_تهئية الأجواء الفكرية والنفسية لاستقبال الإمام المنتظر عليه السلام .

4_تعميق وترسيخ مبدأ الرفض لكل الكيانات المناقضة للإسلام ،والعمل على قيام كيان يطبق الإسلام الصحيح

 

س:هل ينسجم  المنهج القرآني مع عصر الإنتظار ؟

شواهد قرآنية كثيرة دالة على الإنتظار ، وتؤكد على ضرورة الإنتظاروهو انتظار الأمر ،أمر الفرج والمخرج والهداية والكمال،حيث أنه من أعظم المقدسات الإلهية وهو ذروة العشق،

= في كتاب إكمال الدين بإسناده عن يحيى بن أبي القاسم قال سألت الصادق (ع) عن قول الله تعالى (ألم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين) قال عليه السلام : المتقون شيعة علي(ع)   وأما من مصاديق الغيب فهو الحجة الغائب وإذا نقرأ سيرة الأنبياء والأولياء نشاهد أن أهم أمنيانهم  وآمالهم هو مجيء المهدي عليه السلام الذي  يملأ به الله تعالى الأرض قسطا وعدلا، وبذلك يكون إتمام النور الإلهي . "يريدون أن يطفئوا نورالله بأفواههم ويأبى الله إلاأن الله يتم نوره ولو كره الكافرون" (التوبة32) ،

*  استخلاف الأرض لصالحي المؤمنين    "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون "(الانبياء105)،

* إقامة المجتمع التوحيدي الخالص من خلال الذين كانوا يستضعفون في الأرض، ولكنهم يمثلون الإسلام المحمدي الأصيل،فإذا مكنهم الله في الأرض وتهيئت لهم الأرضية أقاموا المجتمع التوحيدي .

* تحقيق الغاية من خلق النوع الإنساني "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "(الذاريات 56) .وقد عقد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) /بحثا عقائديا تفسيريا لإثبات حتمية الظهور، لأن تحقق هذه الغاية أمر حتمي .

* إنهاء الردة عن الدين الحق / وقد عقد العلامة الطباطبائي(قدس سره) بحثا تفسيريا قرآنيا وروائيا للإستدلال على هذه الآية :"يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه ..المائدة.

وبين أن الردة عن الدين الحق،وذلك بموالاة اليهود والنصارى واتباعهم مع البقاء على الظاهر الإسلامي .

* الآيات الكريمة التي تدل بصورة مباشرة أن يكون في كل زمان إمام حق يهد ي الناس إلى الله تعالى،ويشهد على أعمالهم ليكون حجة الله تعالى على أهل زمانه في الذنيا والآخرة ، والتي تحدد له صفات لاتنطبق إلا على الإمام  المهدي المنتظر عليه السلام، قال تعالى :

"يوم ندعو كل أناس بإمامهم "   الإسراء

الآن السؤال المطروح من المسئول عن إعداد  هذا الجيل الولائي بهذا المستوى ؟

أعتقد أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المرأة ودورها في المجتمع، أليست هي شريحة مهمة ورئيسية من شرائح المجتمع ، لذايمكن لها الأخذ بتلك الأهداف والتطلعات المهدوية، وتجعلها نصب عينها وتطبقها حسب قدرتها في زمن الإنتظار، (إذا التفتت المرأة  لدورها وقيمتها) على اعتبار أنها تمثل نصف المجتمع أو أكثر،

هى(أم ، زوجة ، جدة ،أخت  ،بنت ،مؤازرة ،مربية )وغيرها من العناوين وكل عنوان له مساحة من التأثير العالي في الوافع ومسرى الأحداث .

لذا فإن الخطاب في المجتمع (النسوي أو النسائي) الواعي، وبما يقتضيه هذا الظرف الحرج حتى تتلاحم الصفوف، وتتوحد الطاقات من أجل نصرة الحق وأهله ،وتحقيق الفتح الأكبر بقيادة صاحب العصر والزمان عليه السلام .

إذن المرأة تحتاج إلى :

1_المزيد من الوعي والإلتفات لادراك خطر المرحلة الراهنة، وما تخطط له قوى الإستكبار العالمي ، التي تم تكتف بالسيطرة الجزئية ،بل تريد إحكام السيطرة على تنشئة أبناءنا ، وطريقة معيشتنا في بيوتنا ،وهذا يقتضى وينطلب  النظر  الدقيق ،والترقب لكل مشروع وخطة تطرح في المقام لاكتساب حقيقتها والأهداف التى تنطوي عليها ، والنوايا المبيته حتى لانعثر بحجر مرتين .
2_الدعوة المكثفة بعدم الاهتمام بالدنيا اللاهية وملذاتها

من أجل إشاعة روح التضحية في الأمة،طلبا لمرضاة الله .

لأن أهمية دور المرأة في بعث الهمم،وطرح الفكر الإرشادي  في الواقع له الأثر البالغ على النساء بل وحتى على الرجال .

ما أعظم أن تكون المرأة هى الداعية إلى التضحيةمن أجل الحق وأهله ، مقتدية بالزهراء عليها السلام ،وبزينب الكبرى عليها السلام ،والصالحات من النساء في

(الجمهورية الإسلامية ،البحرين ،القطيف ،لبنان،فلسطين ،العراق،اليمن  )

3_بث روح المودة والإخاء بين صفوف المجتمع،وتجاوز الخلافات الجزئية التي تعيق التحام االمجتمع،والدعوة المكثفة إلى التكاتف والمحبة ،وهذه النقطة بيد المرأة غالبا .

4_الحث على طرح قضية  العفاف  والحجاب الواعي والسلوك الطاهر ،الذي ينتج عنه إبعاد مصادر الإغراء التي تستهلك طاقات المجتمع،وتجعله يدور في فلك الرذيلة ، قضية العفاف والحياءتبعث القوة والإقتدار والشموخ قي نفس المرأة،مما يجعلها مصدر قوة وليس عنصر ضعف قي المجتمع كما يدعيه أعداء الإسلام .

5_الدعوة المكثفة إلى الزواج المبتنى على أسس التقوى، والبحث الجاد لتكوين عائلة متقية هدفها رضا الله تعالى ،وهذا لايحصل إلا بالترفع عن الطلبات الدنيوية ،وهنا يأتي دور (المجتمع ، الأباء ، الأمهات) في تسهيل هذه الخطوات ،لأن الزواج الصحيح

أ . يسد أبواب الشيطان

ب. ويغلق منافذ الفتنة         

ج. ويحفظ طاقات المجتمع .

 

6_إعانة الشاب المؤمن  الذي يحمل أهدافا سامية ، خصوصا ونحن نعيش في عصر الإنتظار ،حتى يتسنى لهذا الشاب إداء عمله على أكمل وجه،وهنا يبرز دور المرأة سواء كانت( أما أم أختا أم زوجة ) إما أن ت

·        حرف المؤمن الواعي عن خطه .

·        إما أن تكون عقبة كؤود في طريقه.

·        إما تشغل حياته وأغلب طاقانه مشاكلها اليومية .

·        ولكن إذا كانت المرأة مؤمنة ،واعية ،متقية ،مثقفة فإنها ترفع من يحيط بها إلى أعلى المستويات ،ولنا قدوة في التربية بأم البنين عليها السلام .

المرأة إذن لها مسئووليتان (مسئولية النفس /مسئولية الغير)

 

إذن تضحية المرأة المؤمنة بشئ من راحتها ورغباتها من أجل حماية الإسلام الصحيح في هذه المرحلة الحرجة ، لهو شعور عالي بالمسئولية وعلى الأخوات الواعيات توعية الأخريات على الخطر الذي يحيط بالأمة الإسلامية .

الآن نحن نعمل من أجل إعداد جيل منتظر......

ماهو المطلوب؟

1_توفر القواعد الإسلامية العريضة المستعدة للتفاعل الإيجابي مع أهداف الثورة المهدوية  الكبرى ، والذي يوجد هذه الحالة هو اتضاح حقيقة وأحقية منهج أهل البيت عليهم السلام الذي يمثله الإمام المهدي عليه السلام ، واتضاح أنه هو المنهج الذي يمثل الإسلام المحمدي الأصيل  .

دور هذه الحركة التمهيدية عرض الصورة الصحيحة النقية للإسلام ،لأنه يوجد حالة التطلع للإسلام كبديل حضاري لإنقاذ البشرية ، والإقبال عليه خارج دائرة العالم الإسلامي الموجود الآن .

وبالتالي يفتح أبواب التفاعل الإيجابي مع الثورة المهدوية الكبرى  بين الشعوب الإسلامية وحتى غير الإسلامية لأنها جربت المدارس والتيارات الفكرية والسياسية الأخرى،وعايشت فشلها فى تحقيق السعادة المنشودة للبشرية،بل جلبت للبشرية الأزمات المادية والمعنوية .

 

2_توفر وسائل الإتصال المتطورة التي تتيح للجميع التعرف على الحقائق وبالتالي السماح بوصول الحق إلى الجميع ، مع بيان  بطلان وزيف المدارس الأخرى .

حتى يصل المؤمن يحتاج أن يفرق بين (الإنتظار السلبي) و (الإنتظار الإيجابي)

* لأنه مع الأسف هناك تصورا خاطئا للإنتظار وهو غير منسجم مع هذه الثقافة الحضارية ، وسبب ذلك )اللامبالاة ( عند بعض الأفراد ،ولايعرف سوى وضع اليد على الرأس عندما يذكر الإمام (ع) ،وهو جالس لايعمل ينتظر متى يأتي الإمام ليغير واقعه ،

والآخر يظن أن الإمام سيظهر مع الملائكة ليطهر الأرض .

هذا خلف مايريده الإمام الذي سيخوض المعارك تلو المعارك لتحقيق الهدف .

* هناك انتظار سلبي  جامد يكون فيه دور المنتظر رصد العلامات فقط التي ذكرت في الروايات دون أي عمل ،مع أن الروايات عندما ذكرت العلامات ، أرادت أن تحمل المنتظر مسئولية :

كيف يتعامل مع هذه العلامات ؟ وبالتالي كيف يستعد لظهور الإمام؟

* هناك انتظار متحرك ولكنه مفسد لأنه يرى لابد من ملء الأرض بالجور والفساد تعجيلا لظهور الإمام (ع)  /وهذه الحالة أخطر من عدم معرفة الإنتظار .

هذا يكون إما عن جهل مركب ،أو تسييس الفرد أو الجماعة لحمل شعار انشروا الفساد ليظهر الحجة عليه السلام .

الشيخ الطبرسي في كتاب (الرسائل العشر) بين أن السبب في الغيبة هم الناس ،وكذلك السبب في الظهور هم الناس .

* من الإنتظار الإيجابي لابد أن يتحمل المؤمن دفع ضريبة المعاناة لأن هناك (معاناة ،مآسي ،صعاب ) تواجه المنتظرين

من قبل أعداء الإمة وأعداء الإسلام  .

ايضا من صور المعاناة  حالة (قلق،اضطراب ،عدم استقرار)

لانتظار الإمام وهى سبب في الإرتفاء المعنوي والقرب من الله تعالى (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج ).

إذن لابد من الإنتظار الإيجابي الذي يحمل الفرد مسئوليات عديدة اتجاه حالة الإستبداد والظلم ومظاهر الفساد ،والتصدى لها في حينها، وهو بمعنى التمهيد للظهور ،وتأسيس قاعدة على أساس الفرد والمجتمع / كما أشار الإمام الخميني (قدس سره):

(أن الإنتظار يكون على أساس التمهيد والتأسيس لمشروعه الإلهي العالمي ويكون عبر خطوات :

1_الإلتزام بتعاليم الإسلام وأحكامه وقيمه مع الأمر بالمعروف

       والنهي عن المنكر .

2_الجهاد في سبيل الله ومواجة الظالمين والمستكبرين .

3_العمل على نشر الإسلام الصحيح،وتقديمه لشعوب العالم كطرح

      بديل ومنقذ وحيد للشعوب .

4_السعي لإقامة حكومة إسلامية.

5_إعداد جيل واع مؤمن ومخلص .

6_تربية الأمة وخصوصا شيعة أهل البيت عليهم السلام على طاعة الامام المعصوم  والإلتزام بأوامره ،

 من هنا صار  علينا الإلتزام بخط المرجعية الدينية الواعية العاملة لأنها هى النائبة في غيبة الإمام المعصوم لمثل هكذا إعداد .

ختاما :

علينا أن نكون في أرقى صور التمثل بالأخلاق الفاضلة ،  وأن نعمل بالورع  ومحاسن الأخلاق كما حث الإمام الصادق عليه السلام التي لابد أن تكون سلوكا للإنسان وهو يمهد الأرضية ويهيء النفس .

وأن يكون سلوك الفرد الموالي سلوكا ينسجم مع الدعوة كمنهج دعوة للإمام المهدي عليه السلام  وبذلك يمثل معنى الانتظار الواقعي  جعلنا الله وإياكم من المنتظرين .