بسم الله الرحمن الرحيم

اين محي معالم الدين وأهله

خادمة المنبر الحسيني / زكية الموسوي

قال الله تبارك وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) الأنفال ٢٤

ونقرأ في هذا الدعاء الندبة المبارك (أين محي معالم الدين وأهله )

ان هذين النصين يرشدان إلى الإحياء أحدهما إمتداد للآخر

الإحياء في القرآن

جاء في كتاب الكافي للشيخ الكليني (أعلى الله مقامه الشريف):محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد، والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن زيد بن الوليد الخثعمي، عن أبي الربيع الشامي قال: "سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ 

قال: نزلت في ولاية علي (عليه السلام).  و دعا الله تعالى والأنبياء ع أيضا الناس إلى هذه الحياة من طاعتهم والتسليم لأوامرهم هي السبيل للوصول إلى الحياة الطيبة ومن أمثلة الحياة الطيبة تلبية دعوة النبي الكريم ص فيما يتعلق بولاية علي بن أبي طالب وأهل بيته … ( تفسير نور ش محسن قرائتي )

أيضا ( لما يحييكم ) الآية ناظرة لإحياء العقول والقلوب والأرواح والأخلاق والقيم واحياء الحياة على المستوى الروحي والعقلي والفكري والمعنوي والاجتماعي والسياسي والإقتصادي 

الإحياء في الروايات

سوف نستشهد برواية من كم الروايات المستفيضة لمفهوم الإحياء 

روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق  أنه قال للفضيل بن يسار: يا فضيل « أتجلسون وتتحدثون؟ »قال: نعم جعلت فداك. قال الإمام الصادق «إن تلك المجالس أحبها. فاحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيا أمرنا »

ويتفق المسلمون على أن السنة هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن، وأنها هي التي تبين معاني آيات القرآن، وهي التي تفصِّل المجملات الواردة في القران الكريم. وقد وكل الله تعالى هذه المهمة إلى نبيه  حيث قال: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ 

فتبيين القران وتوضيح معالمه هذا من شؤون السنة؛ ولذلك تعتبر السنة المصدر الثاني في الاسلام بعد القران الكريم لتحصيل المفاهيم .

روايات وأحاديث كثيرة عن أهل البيت صلوات الله عليهم تأمر بإحياء ذكرهم كهذا الحديث الذى تبركنا بذكرة. وهو مروي عن الفضيل ابن يسار. يروى هذا الحديث بعدة طرق وعدة أسانيد.

يسأل الإمام الصادق  يا فضيل: «أتجلسون وتتحدثون؟ » قال: نعم، جعلت فداك، قال الإمام الصادق: «إن تلك المجالس أحبها».

يقول الإمام علي بن موسى الرضا : «من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»يعني يوم القيامة. وعندنا في هذا المجال روايات كثيرة وعديدة

 فما هو أمر أهل البيت عليهم السلام؟ (أحيوا أمرنا؛ رحم الله من أحيا أمرنا)

 لا نحتاج لاجتهاد حتى نفسر هذه الكلمة، فإن أهل البيت أنفسهم فسروا لنا هذة الكلمة. يقول الهروي سمعت الإمام أبا الحسن علي بن موسى الرضا يقول:«أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا. قلت: يا بن رسول الله وكيف يحيا أمركم؟ قال: أن يتعلم علومنا ويعلمها الناس؛ فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لتبعونا»

هذا أمر أهل البيت، ولم يكن أمرهم المناصب والمواقع والكراسي، كلا بل أمر أهل البيت عليهم السلام هو الإسلام والرسالة الإسلامية، وكانوا يريدون إيصال رسالة الإسلام إلى الناس، هذه الرسالة التي جاءت على يد جدهم الاعظم محمد ، وهم كانوا يتحملون مسؤولية توضيحها وتبيينها؛ 

لأن الفترة التي عاشها الرسول ص  لم تكن كافية لكي تتضح كل التفاصيل وكل المعالم، بالإضافة إلى الأشياء التي تستجد في حياة الأمة، وقد استجدت في حياة المسلمين أمور كانوا يحتاجون من يعلمهم ويوضح لهم رؤية الإسلام وموقفه تجاهها، وكانت وظيفة أهل البيت تبيين وتوضيح رؤية الإسلام ورسالته على حقيقتها. 

صارت هناك انحرافات وتشويهات بسبب أناس لم يكونوا مؤهلين لفهم أحكام الدين ولمعرفة مفاهيمه ممن تصدوا لتبيين الأحكام والإفتاء، وبعضهم كانوا مغرضين، إضافة إلى أن السلطات الأموية والعباسية أرادت أن تكيف الدين حسب أغراضها ومصالحها، نتج عن كل ذلك تشويه وتحريف في الدين. وكانت مسؤولية أهل البيت عليهم السلام إزالة التزوير والتزييف والتحريف، وتبيين الإسلام على حقيقته وواقعة.

إذن أمر أهل البيت هو الرسالة الإسلامية الخالصة النقية السليمة دون تحريف أو تزييف أو تزوير.

 كيف يحيا أمر أهل البيت ؟

يحيا أمرهم بتوضيح تعاليمهم والدفع والتشجيع للاقتداء والأخذ بتعاليمهم؛ حتى لا يكون الاتباع مجرد اسم وانتماء اجتماعي. بل ليكون المشايع لأهل البيت والموالي لهم ملتزماً بما التزم به أهل البيت عليهم السلام سائراً في طريقهم. وهذا هو التشيع الحقيقي. فإنه لا يكفي من يعتقد بإمامة أهل البيت مجرد الاعتقاد القلبي فقط، وإنما لابد أن يتبعه التزام سلوكي. 

يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : «ألا وإن لكل مأموم إمام يقتدي به ويستضيء بنور علمه ، من جانب آخر أكد الإمام الرضا: «أن يتعلم علومنا ويعلمها الناس». لماذا؟ «فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لتبعونا».

فإذا اتضحت سيرة أهل البيت للناس، وإذا انتشر فكرهم بين الناس حتى من غير أتباعهم والموالين لهم؛ فإنه يكون لهذا أثر كبير في استقطاب الناس إلى خط أهل البيت وإلى منهجهم.  وهذه التوعية بفكر أهل البيت عليهم ونشر سيرتهم ينبغي أن تكون بالأسلوب المناسب ، ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ

ولذلك يقول مدرك الهزهاز قال لي الإمام الصادق: «أقرئ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته، وقل لهم: رحم الله امرأً اجتر مودة الناس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون»

استقطبوا مودة الناس إلى أهل البيت، وتخاطبوا مع الناس على قدر عقولهم، على قدر تقبلهم. ليس من الصحيح أن نتحدث مع الناس عن أشياء حينما يسمعونها ينفرون منها، أو يواجهونها بردة فعل، هذا خطأ. لا تحدث الناس بما ينكرون، حدثهم بما يعرفون يعني بما يمكن أن يقبلوه ويستوعبوه. فإذا كانت هناك حقيقة من الحقائق لجعلهم بها لا يدركون ارفع حالة الجهل عنهم أولاً ثم تحدث.

. فقد اشتهرت روايات عن الرسول : «إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم»

ومن الخطأ أن يتحدث الإنسان في أي شيء سواء كان مناسباً أم غير مناسب، يفهمه الطرف المقابل أم لا يفهمه. قال الإمام الصادق: «كونوا زين لنا ولا تكونوا شيناً علينا».

الإحياء المهدوي في دعاء الندبة :

هذا الدعاء الشريف العظيم الذي يربينا على حب آل البيت، وعلى الإحساس بوجود الإمام المنتظر، و على الإحساس بالرقابة من الإمام المنتظر، ويربيناعلى العمل أيضًا، فيه فقرات تأمرنا بالعمل، تأمرنا بالإطاعة، تأمرنا باجتناب المعصية، لاحظ قوله: «اللهُمَّ أَعِنَّا عَلَى تَأْدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ، وَ الِاجْتِهَادِ فِي طَاعَتِهِ، وَ الِاجْتِنَابِ عَنْ مَعْصِيَتِهِ» يتحدث عن الطاعة واجتناب المعصية، ثم يقول: «وَ أَقْبِلْ إِلَيْنَا بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنَا إِلَيْكَ، وَ انْظُرْ إِلَيْنَا نَظْرَةً رَحِيمَةً»

إذن هذا الدعاء يتحدث عن استمطار الرحمة والعناية من الله وهذه ميزة التراث الشيعي، ميزة التراث الشيعي على التراث الآخر أن التراث الشيعي يؤكد على أمرين:

حب وعمل، لا أنه يتحدث عن العمل وحده وكأننا أدوات أتوماتيكية مبرمجة تعمل طبقًا للأوامر بدون أي عاطفة وبدون أي محبة، التراث الشيعي يؤكد على الحب والعمل، على أننا مع النبي وأهل بيته معنا معهم عواطف وعمل، لا مجرد عمل بدون عواطف ولا عواطف بدون عمل، عاطفة وعمل، هذان العنصران استحقاق ثواب الله عزوجل

فعندما نقرأ أين محي معالم الدين وأهله

صرخة استغاثة للبشرية جمعاء لمحي الدين … وأهله هنا يعطي خصوصية لصفات المجتمع الحي وهي

1 - مجتمع قادر على مواجهة الغزو الثقافي: 

هل شكلت مقاومة ثقافية فكرية اكاديمية تقف اما الغزو الثقافي 

كما تشكل مقاومة جهادية عسكرية ضد المحتل … 

هذا الغزو الذي مس الاسلام وديننا وثوابتنا و تقاليدنا وأعرافنا 

والغزو الفكري الذي هو اشد فتكا من الاحتلال العسكري

فالاحتلال العسكري يهدم البنيان ويقتل الابدان ولكن الاحتلال الثقافي 

يحرف الأديان ……… ويأسر فكر البشر ويذكرنا هنا بدور السامري في قصة موسى وهارون ( اخلفني في قومي ) هنا بدأ دور السامري في الاعلام المغرض والفبركة الإعلامية وخدعة سينمائية بعبادة العجل و تخلفو عن طاعة هارون 

2 - مجتمع يحمل صفات الصالحين والمصلحين 

والأكثريه ليس لديه مشكله ان يكون صالحا باقامة الصلاة والنوافل والمستحبات وزيارة المراقد الشريفة وتوسل وتضرع وطلب الحوائج 

وهذا مطلوب ،لكن المعادلة صعبة مع عملية الإصلاح التى يقودنا للتمهيد والإستعداد لظهوره المبارك ثورة الإمام الحسين من مقوماتها الإصلاح في أمة جدي  والإصلاح لا يتأتى من خلال علامات ومراقبة الأحداث فقط ،إنما أن ندخل في عمليات الإصلاح كما قام بها الأنبياء فنبي الله صالح عندما كان في دائرة العبادة والطاعة لم يستعديه قومه لكن عندما قاد حركة الإصلاح في قومه حورب من قبل قومه وواجهوه بهذا الخطاب ( لقد كنت فينا مرجوا )

نحن لا نواجه الطقوس من صلاة وتنسك وعبادة طالما كانت في دائره الخنوع والخضوع  

قريش شهدت للنبي ص انه الصادق الأمين عندما كان يتعبد في غار حراء ولكن عندما صدح للدعوة وقاد حركة الإصلاح اتهموه بالجنون والكذب والسحر 

فعندما تشتبك الجبهتان جبهة الحق وجبهة الباطل فعلى المؤمن الرسالي الشريف أن يحدد جبهته وموقفه 

فلا رمادية في المواقف الجسام والمعارك العظام فلا وسطية بين الحسين ويزيد ولا رمادية بينموسى وفرعون 

ومن أكبر الأخطاء أن يتخذ الإنسان موقفاً ضبابياً عندما يشتد الصراع بين الحق والباطل 

3 - مجتمع يجتنب الطاغوت

يقول الله عز وجل  ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا )

وفي بحث للاستاذه العالمة أم عباس النمر في تفسير هذه الآية ، الإجتناب بمعنى الإبتعاد من الطاغوت الذي يتجاوز الحدود ويتسلط على رقاب الناس ولا يرى ولاية غير ولايته لا يرى أي ملك لله 

وكثير من الناس يظن أن الجذبات الإلهية تتحقق بالصلاة والصوم والحج ويطلبون الأذكار والأوراد وفضاء قلبه مشوش لأنه لايطلب مقاطعة الطاغوت والتبرئ منه…… انتهى 

فالمجتمع الحي يجتنب الطواغيت بكل مصاديقه ممن يروجون لصفقة القرن والوهن والاستسلام للعدو الصهيوني ومن يضرب المنظومة الدينية وتعميق حالة الإلحاد والزندقه ونزع الحجاب وضرب المؤسسات الدينية بما فيه المرجعية من قبل الطابور الخامس والجوكر إجتناب الطاغوت بمعنى كونوا أحرارا في دنياكم حتى نكون من الأتباع  .

 4- التصدي لخطط الإستكبار

لقد دأب الاستعمار والاستكبار العالمي على محاربة الإسلام بأسلوب ماكر، يهدف من ورائه هدم عقائد الإسلام وأسسه القيِّمة، عندما رأى في ركائز الإسلام قوّة لأتباعه. فالحرب ليس لها صورة واحدة وأسلوب واحد، فقد تكون الحرب حرباً عسكرية وقد تكون سياسية أو إعلامية أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية عقائدية. والعدو المستكبر لا يترك جهداً إلا ومارسه لمحاربة الإسلام بجميع الوسائل والطرق فإذا فشل في الحرب العسكرية لجأ إلى الحرب الاقتصادية مثلاً أو السياسية مثلاً وإذا فشل في هذه الأساليب لجأ إلى غيرها مما تتوفّر لديه.

والحرب العقائدية والثقافية ليست بأقل خطراً من الحروب الأخرى، بل قد تكون أخطر، لأنها تنطلي تحت عناوين برّاقة، وتزيينات، ظاهرها أنيق وباطنها خبيث. ومن العقائد المهمَّة في الإسلام الإيمان بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه وبأنه سيظهر لإزالة المستكبرين والظالمين عن وجه الأرض، فالمستكبرون والظالمون لمّا رأوا أهمية هذه العقيدة وخطورتها عليهم سعَوا إلى إضعافها إن لم يستطيعوا إزالتها من النفوس وأعدى أعداء هذه العقيدة، وأشدّهم عداء لشخصه منذ يوم غيبته بل ومنذ يوم ولادته، هم الظلمة الذين اقترنت حياتهم بالجور والتسلط، وهم مصرّون على مقته وعلى مقت هذه الظاهرة الإلهية وهذا السيف الرباني. كما أن المستكبرين والظلمة يعارضون اليوم ويناوئون هذه الفكرة وهذه العقيدة، لمعرفتهم بأن هذه العقيدة وهذا الحب المغروس في قلوب المسلمين، والشيعة خاصة، يضيّق على مآربهم

و أن المستعمرين حينما احتلوا شمال أفريقيا، قدّم لهم عملاؤهم تقارير وهي مدوّنة وموجودة تفيد بأن محاربة مثل هذه الشعوب في غاية الصعوبة، وذلك بسبب اعتقادهم بالمهدوية..

یقول السید القائد حفظه الله
اطّلعت على وثیقة تتعلّق بعدّة عقود مضت، أي منذ أوائل تغلغل الاستعمار في شمال أفریقیا وإنما صار التركیز على تلك المنطقة بسبب شدّة میول سكّانها إلى أهل البیت علیهم السلام بغض النظر عن المذهب الذي یعتنقونه من بین المذاهب الإسلامیة، ولأن عقیدة المهدویة بارزة المعالم هناك في بلدان مثل السودان والمغرب وما شاكل ذلك، فحینما دخل الاستعمار إلى تلك المناطق في القرن الماضي وجد أن عقیدة المهدویة من جملة العراقیل التي تعیق نفوذه هناك یؤكد في الوثیقة القادة المستعمرون على ضرورة العمل لإزالة العقیدة المهدویة تدریجیاً من أذهان الناس! وكان المستعمرون الفرنسیون والمستعمرون الإنجلیز یسیطرون على تلك المناطق حینذاك .

5-  مجتمع یتسم بالإلتزام الأخلاقي

عن الإمام الصادق (ع) قال: "من سرّه أن یكون من أصحاب القائم فلینتظر، ولیعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر ، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ، فجدوا وانتظروا ، هنیئا لكم أیتها العصابة المرحومة"
ومن سمات المجتمع الحى أن یكونوا أصحاب سلوك وأخلاق، ویتسمون بالنزاهة والاستقامة، فأین الأخلاق فینا؟
أتحدّث عن الأخلاق الإنسانیة الإسلامیة، عن الصدق والأمانة، عن التراحم والتعاطف، عن الحشمة والحیاء والعفة، عن توقیر الوالدین؛ ألا ترون أننا في الكثیر من مفاصل حیاتنا نبتعد عن الأخلاق، وتغادرنا القیم شیئاً فشیئاً؟
حتى أصبحنا نرى مظاهر لم نكن نعرفها من ذي قبل، إنّنا نعیش تفلتاً أخلاقیاً ذریعاً في مجتمعاتنا.. هذا لیس مجتمعاً یمهّد للمهدي، ولا یستطیع أحدٌ من أفراده أن یدعي ویقول أنا من المهدویین! المهدویون حقاً هم الذین یقتربون من رسالة الأخلاق، وهي رسالة محمد بن عبد الله علیه الصلاة والسلام والمهدي (عج) لیس صاحب مشروع خاص، فهو تابع لدین جده المصطفى (ص)، ودین جده له عنوان أساسي هو الأخلاق، "إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" یكون مجتمع " الشر منه مأمون "، هناك بعض الأشخاص في أیامنا یحمل أحدهم ،اسم الإسلام ولكن إذا نظرت إلیه تخاف وترتعد فرائصك المؤمن والمسلم هو الذي یألفه الناس " الخیر منه مأمول " هو الذي إذا رآه الناس تنشرح صدورهم وتنفتح قلوبهم له، وتتطلع آذانهم .للاستماع إلى حدیثه >


أسال الله أن یرزقنا وإیاكم في هذا الشهر الشریف الزیادة في الإیمان والتقوى والعلم والمعرفة والسالكین في ركب الإمام لنشهد الفتح والظفر في دولة الامام الحجة عج المرتقبة .

والحمد لله رب العالمین وصلى الله على محمد وآل بیته الطیبین الطاهرین