بسم الله الرحمن الرحيم

موقعية المراة في حركة الظهور المقدس وتحديات العولمة

اعداد وتقديم

أ. نادية فيروز

السلام على سبب عالم الوجود ، المهدي الموعود ، مولانا الحجة بن الحسن ارواحنا فداه عجل الله فرجه وسهل مخرجه وجعلنا من انصاره واللائذين تحت لوائه

مقدمة :

تبقى رؤية الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة لمولانا صاحب العصر هي امل المشتاقين ورجاء المضطرين ، وكما انه سبب لفتح باب الامل نحو مستقبل مشرق ، فهو الوسيلة كذلك للحركة والسعي والحيوية الدائمة على مستوى الفرد والجماعة من اجل تصعيد وعي المجتمع الى حيث يرتقي ان يلتقي بالحق الذي يمثله الامام (ع) عند الظهور المقدس .

وهذا هو معنى ( افضل اعمال امتي انتظار الفرج ) فالحديث انما هو عن اعمال وليس مجرد شعور واحاسيس تجول في الخواطر ، والاكتفاء بعقد مجالس الدعاء ، بل هو وعي وبصيرة متصلة بالمنبع الاصيل تكون بمثابة المحرك لتلك المشاعر والاحاسيس والافكار نحو بناء مجتمع الحق والعدل .

محاور الحديث :

* توضيح معنى العولمة .

* الخطاب القراني للمراة .

* ارادة التغيير كاحد الاسس القرانية

* دور المراة في حركة الظهور المقدس

توضيح معنى العولمة :

العولمة في اللغة : مصدر الفعل عَولَمَ بمعنى أعطاه الصبغة العالمية اي كسر عنه الحواجز وسهل له الانتقال بحريةٍ تامة بين المجتمعات المختلفة، وهذا ينطبق على الثقافات فضلاً عن انتقال رؤوس الأموال، والسلع والتكنولوجيا، ومختلف الأفكار والمنتجات الإعلامية والثقافية بينها، ليصبح العالم أشبه بقريةٍ صغيرة .

وهذا الامر لاشك فيه ايجابيات كثيرة اهمها ان كون العالم قرية واحدة فهو يعني سهولة التواصل مع الثقافات الانسانية الاخرى والاستفادة منها ، ولا شك ان مقارنة الثقافات من اهم الامور التي تؤصل العقيدة في النفس ،

إضافة الى ان العولمة تؤمن الاطلاع على تفاصيل اخبار العالم باسرع وقت ممكن ، بل تضمن عدم امكان خفاء الظلم في مناطق العالم مهما حاول الطغاة ذلك .. فالظلم صار مكشوفا في كل بقاع العالم ولم يعد بالامكان اخفاء الاخبار ،

فبهذا العنوان كانت العولمة من المميزات الكبيرة التي فتحت افاق معرفية واقتصادية للناس .

ولكن من منظار اخر فإن كون العالم قرية صغيرة فإن ذلك يستهدف التماسك الاجتماعي القائم في المجتمعات ضمن ثقافتها وعقيدتها وعاداتها وسلوكها وأخلاقياتها ، فمن اثار العولمة تذويب الفوارق الدينية ( ما يسمى بوحدة الاديان ) ، وكسر الحواجز الاجتماعية لتسهيل مرور المعلومات وإشاعة أنماط السلوكيات الغربية ممَّا يؤدي إلى تمييع الثوابت العقدية والأخلاقية، ومن ثمَّ تحويلها إلى حرية مُطلقة في المعتقد .

فالعولمة بهذا المعنى لها اتجاه طرفيني فيمكن ان تقود الى نتائج صالحة او وخيمة حسب المسلك المختار ، فالنظرة للمرأة – وهو موضوعنا - يمكن أن تصقلها العولمة كتيار هادر في هذا العصر الذي يمكن وصفه بعصر تفشت فيه ثقافة الانحلال والتهتك ، وسعت فيه قوى الفساد والإفساد للإطاحة بقدسية المرأة وطهرها ، والتركيز على النظر الى الجانب الانثوي فيها ، فدفعتها للإهتمام المبالغ فيه بجسدها وجماله وأنوثتها على حساب إنسانيتها،

بل تجاوزت العولمة هذا الامر الى حد السماح بتوجيه الهجمات الفكرية والعقائدية على مستوى التشكيك بالثوابت الدينية كوجود الله وانهام الانبياء ، وانكار اصل وجود الشريعة ثم بالدرجة الثانية التشكيك بالفروض كالحجاب والصلاة وسائر العبادات ،

ومن المعلوم ان توجيه الهجوم على موارد العقيدة هو في الحقيقة كسر للسد الحصين الذي يستند اليه عفاف المرأة .

وفي المقابل: يمكن ان نقول ايضا ان العولمة وفتح الثقافات مع الفكر الاصيل اوجدت تواصلا في مشارق الارض ومغاربها على المنحى الاخر المقابل في وجود الوعي باهمية دور المراة في صناعة المجتمع وكيف انها صارت ضمن الصف المرصوص الذي لا فرق في مكونات لبناته بين رجل و امراة .

ومن العولمة ايضا وفتح ابواب الثقافات والاستفادة من الافكار ظهر ان الهجمات الفكرية على الحجاب والثوابت الدينية ماهي الا نعيق غربان لم تحظ بالعقل فضلا عن ان تفقه بشيء من ثوابت الدين ، وان كل الشبهات يمكن الرد عليها بجهد بحثي يسير .

فالمسالة مسالة وعي وبصيرة وحسن اختيار تحت قيادة حكيمة هي قيادة رسول الله ص الذي يقول ( قل انما ادعو على بصيرة انا ومن اتبعني ) ، هذه القيادة الممتدة في المعصومين ع والعلماء الربانيين للاستفادة من العولمة من جهة وتجنب اخطارها من جهة اخرى،

* الخطاب القراني للمراة :

من الواضح ان القرآن الكريم في اغلب خطاباته يوجه للمؤمنين خطابا عاما يشمل كل من الرجل والمرأة ، فلا يوجد خطاب خاص للمراة إلا في موارد جزئية عملية ، لان القران نزل هدى للناس وارتقاء للارواح ، والروح ليست مذكرة ولا مؤنثة ، لذا يأتي الخطاب القراني عاما :" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)" واغلب الخطابات القرانية هي عامة بهذا الشكل .

ثم يوجه المسئولية الى كليهما في المحافظة على الوجود الانساني الذي استخلفه اياهما " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) فالمرأة في عصر الغيبة بل في كل عصر مكلفة بالتكاليف العامة باعتبارها روح مؤمنة مستخلفة على الارض .

لذلك في المقابل ، اذا قرأنا التشريعات الإسلامية ووجدنا أن هناك تميزاً للرجل على المراة كقوله تعالى: ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ او ﴿ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى﴾ او ﴿ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾. فيجب ان لا تهتز اصالة فكرة الخطاب القراني للمراة بعنوانها الانسان ، بل لابد انتظار معطيات الدين في القراءة الصحيحة لهذه الخطابات التي تميز الرجل على المرأة باعتبار ان هذه الموارد من الامور الاجرائية التي لا تتنافى ابدا مع اطلاق التساوي الانساني والروحي بين الوجودين .( وهذا ايضا له تفصيل في محله ) .

بل يذهب سماحة الشيخ الاملي الى نظرية ابن سينا في ان المراة هي الاكثر اظهارا لفاعلية الله بالتالي فهي اكمل من الرجل ، اما كيف يكون ذلك : فكما قسم الفلاسفة كل موجود الى صورة هي الهيئة الظاهرية ومادة هي الحاملة للاستعداد للكمالات ، مثل البذرة فهي وان كانت في صورتها حبة صغيرة ولكن في داخلها مادة لها استعداد ان تتحول الى شجرة تفاح مثلا ، فهذه التحولات تعتبر قوة لها وفاعلية داخلية ،

كذلك المراة فهي وان ظهرت العاطفة فيها بانها منفعلة ، لكنها في حقيقتها فاعل لانها حاملة لحالات واستعداد اكثر ، فهذه العاطفة هي الجاذبية وهي المحرك للطرف الاخر الى نفسها ، بالتالي اذا قورنت بمادة الرجل فهي المادة الاقوى ، وبالتالي تاخذ مظاهر من افعال الله اكثر ، وكما ان الله يخلق من صورة المراة من خلال المخاض انسان كامل جسديا ، كذلك يمكن ان يخرج من روحها انسانا كاملا في روحه لان الله جعل المراة البيئة الحاضنة للروح التي هي نفحة من روح الله ، فكفل الله تربية تلك الروح المراة ولم يكفلها الرجل .

( ملاحظة : قد يقال تعليقا في مقام الرد على هذا القول ان الروح المعلمة والمربية لا تتعلق بالعاطفة حتى تتفوق فيها المرأة بل تتعلق بالعقل بشقيه النظري والعملي وهو امر متعلق بالروح التي لا تفرق بين رجل وامراة ) .

ارادة التغيير كأحد الاسس القرانية :

قال احد الشعراء : ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

وهناك من يخضع الظروف فيغير البيت ويقول :

تجري الرياح كما تجري سفينتنا نحن الرياح ونحن البحر والسفن ،

البعض يتعامل مع الايام والاحداث كانها سفينة يركبها وتسير به حسب امواج الحياة ، اي يكون مفعول به ، ومنهم من يتعامل باصرار حتى يحقق ما يريد ، وهذا المفهوم يؤكد عليه الدين والشريعة ، لان الله خلق الانسان فاعلا دائما وان ارادة التغيير بيد الانسان نفسه . فهناك تاكيد على ضرورة وجود الوعي والبصيرة وارادة التغيير، وهي نتيجة اساسية للتعقل الذي يحفل به ايات القران الكريم ، فيصف امير المؤمنين الناس بانهم نيام اذا ماتوا انتبهوا ، ويصرخ بالنائم الغافل في الدنيا اليس لنومك من يقظة ؟

لذلك من اهم المشاكل التي تعيق وجود الوعي عند المراة لخطورة المرحلة المعاصرة هي :

1- عدم وعي المرأة بدورها المطلوب ، فتبدو المرأة اليوم كالطالب في ايام الامتحانات الغافل عن مذاكرة مادته الاساسية التي سيمتحن فيها يوم الغد ليطالع مادة اخرى او مجلة رياضية .. فالمرأة في الغالب الا فيما ندر ، لا تعي ولا تضع مهمة اصلاح الذات واصلاح المجتمع كأهم اولوياتها ،

السيد الخامنئي يصف دور المراة الاساسي بكونه ربوبية للبيت بكل معاني الربوبية ، اي بمعنى اعطاء الروح والريحان والامان والحياة لهذا البيت الصغير الذي يتمثل في كونها " ريحانة وليست قهرمانة " ، ثم يقول : " وهذا لا يعني ان المرأة لا تعمل في المجتمع ولكن من العقل الموازنة وعدم

التفريط في الحقوق ". ومن الطبيعي اذا تركت هذا الجانب من حياتها فسوف تنشغل بمهام ثانوية لا تشغلها عن الهدف الاساسي فقط بل تضعف قواها . ( وهذا الامر له تفصيل لا يسعه الوقت )

2- نظرة المجتمع الدونية للمراة او التاطيرية :

لاشك ان اعداد قوالب جاهزة لشيءما يحدد شكله النهائي ، فإذا جهز المجتمع نظرة مسبقة للمراة بانها اقل عقلا من الرجال مثلا ، او اضعف كفاءة او ما يشبه ذلك من صفات النقص ، فمن الطبيعي ان تنمو ثقافة النظرة الدونية للمرأة في المجتمع لدرجة ان تتقبلها نفس المراة ، فإذا تقبلت المرأة فكرة ان طاقتها لن ترتقي لحدود العقل والتعقل ، فلن تفكر بالقراءة والبحث والمطالعة فلن يكون اماها الا خيار العبادة غير القادرة على اعطاء ثمارها ، او خيار ملهيات الدنيا لتظهر في صورة امراة استهلاكية طالبة للكماليات ، وهذا ما يؤثر على كفاءة عطائها الفعال للمجتمع ، وبالتالي يؤدي الى نمو غير متجانس للمجتمع .

ومن المؤكد ان المدرسة التي قدمت مثل البتول الطاهرة ص في ابراز مقام الامامة الى الساحة وكذلك الصديقة الحوراء ص لتقوم بذلك الدور المحوري والحاسم في تاريخ البشرية في مرحلة ما بعد كربلاء الحسين ع ، والذي بقي هذا الدور من ثوابت الزمان عبر التاريخ يرجع اليه كل الاحرار لتعديل موازين الزمان ، أو الدور الذي لعبته السيدة نرجس ع أم الإمام المنتظر ص في الحفاظ على سر الإمام ع رغم اعتقالها وتسليط الضغوط السياسية والأمنية العظيمة عليها، وهكذا عشرات النساء اللاتي كان لهنّ اعظم الأثر في واقعهن الاجتماعي..

فالمدرسة التي اعطت لنسائها هذا الدور لا يمكن أن ترضى بنظرة دونية للمرأة لا زلنا نراها في العديد من تفاصيل واقعنا، ففي الغالب فإن نفس الواقع الاجتماعي هو الذي يملي على المرأة دورا معينا وفق نظرة دونية متخلفة لها ..

لذا فالامر لا شك انه يحتاج الى احداث هزة للمجتمع في اعادة الثقة للمراة ، ومسح تلك الصورة الهزيلة لها من ذاكرة المجتمع باثبات جدارتها للقيام بادوار الاصلاح في زماننا المعاصر، عن طريق انجازات اجتماعية مثل تفعيل المجالس الحسينية بالدرجة الاولى لتخرج عن الجو التقليدي الذي يهتم بالصوت واللحن الى الاهتمام بالفكرة والمعنى . اضافة الى التفكير في تكوين مجموعات تواصي صغيرة بين المناطق لها ترتيباتها وبرامجها الخاصة التي من شانها رفع مستوى الوعي لدى الفتيات والنساء، والتواصي للاهتمام بمعالي الامور وترك سفاسفها كما تقول الرواية ،

ولا ننسى في هذا المجال جهود السيد الامام الخميني العظيمة في اعادة المرأة الى موقعها الاساسي في المجتمع ، وكانت النتيجة مبهرة فقال في حقهن :" لقد أثبتت النساء في عصرنا الحاضر أنهن جنباً الى جنب الرجال في الجهاد، بل إنهن تقدّمن عليهم. - إنني وكلّما رأيت السيدات المحترمات وهنّ يوطنّ أنفسهن لتحمّل أنواع الصعوبات في سبيل تحقيق أهداف بلدنا المرحلية، بل وحتى الشهادة، يملؤني الاطمئنان الى حتمية انتصارنا في هذا السبيل. اذن لابد من استعادة الدور الاساسي للمرأة لان المجتمع بأمس الحاجة لدورها في كونها صانعة الرجال، ولا يمكن لنا أن ننتظر ولادة الحاضنة التي ستحمل أعباء المهمة الكبرى لنصرة الإمام ص بدون هذا الوعي . فالمطلوب هو الوعي ثم الوعي ثم الوعي ..

دور المراة في حركة الظهور المقدس

من المؤكد أن دولة الإمام صلوات الله عليه ستكون بحاجة إلى كل الطاقات، لأن مهمة تغيير العالم وتحويله من الظلم والجور لن تكون عملية ميكانيكية وإنما سيكون هناك احتياج للجهود الكبرى لكي تنفّذ هذه المهمة، وبطبيعة الحال فإن الاستغناء عن دور المرأة في هذا المجال سيكون ضربا من الخيال، بل إن الرواية تشير إلى اشتراك خمسين إمراة في مجموعة الثلاثمائة والثلاثة عشر من أصحاب الإمام صلوات الله عليه، والذين سيتحولون إلى قادة جيش الإمام والكوادر المتقدمة في دولته صلوات الله عليه تحكي طبيعة الدور الذي ستقوم به المرأة في دولته عليه السلام .

فالكلام عن دور المراة في التمهيد لعصر الظهور هو نتيجة ما سبق ، ففي التكاليف العامة فإن المرأة مثلها مثل الرجل لا يختلف دورها اطلاقاً ، فالدور الاساسي المطلوب من الرجل والمرأة على السواء هو تحصين الذات بشكل يمكن لها القيام بتكاليفها كما لو كانت حاضرة بين يدي الامام عليه السلام ، وهذه الوظيفة لا تنفك عن الحركة الاصلاحية الدائمة للمجتمع ، فلا يمكن اصلاح النفس بدون اصلاح الجو والمحيط والارتقاء بالواقع الاجتماعي لكي يكون متلقياً إيجابياً لمتطلبات العملية المهدوية،

ومما يشير إلى كفاءة المرأة وقيامها في آخر الزمان بمسؤولياتها ومواكبتها للتطور العلمي والعملي ما ورد في حديث عن حمران بن أعين عن أبي جعفر (ع) أنه تحدث عن المهدي (عج) فقال فيما قال: "وتؤتون الحكمة في زمانه، حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله وسنة رسول الله (ص)".

كلمة اخيرة :

ورد في الرواية :" كما تعيشون تموتون وكما تموتون تبعثون ".

فانصار مولانا المهدي عند الظهور المقدس هم الان قد حجزوا مقاعدهم في نصرة الامام ، لانه من المستحيل ان يتضرع الموالي اربعين يوما يقرا دعاء العهد ان يقبله الامام من انصاره ثم يرفضه الامام بعد ذلك . فالمهم تلك النوايا الصادقة ، وذلك العمل الواقعي الذي يخدم القضايا المهدوية في تنمية الوعي لدى الناس في هذا العصر ليحسب من اولئك الذين قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شكٌّ في ذات الله ، أشدّ من الحجر ، لو حملوا على الجبال لأزالوها. لهم دويُّ في صلاتهم كدوي النحل ، يبيتون قياما على أطرافهم ويصبحون على خيولهم ، رهبان بالليل ليوث بالنهار ، هم أطوع له من العبد لسيّده ، كأن قلوبهم القناديل ، وهم من خشية الله مشفقون ، يدعون بالشهادة ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله ،

نسال الله سبحانه ان يعجل بفرج مولانا ليأخذ بثارات ال رسول الله ويفرج عن المظلومين في كل مكان .

اللهم انت كما نحب فاجعلنا كما تحب بحق محمد واله الطاهرين

والحمد لله رب العالمين