بسم الله الرحمن الرحيم

حينما تتحول العناصر الموضوعية  للانتظار الى ذاتية 

 اعداد وتقديم

استاذة الحوزة العلميه  . أم عباس النمر

المبحث الأول : عناصر أساسية تضمن قطعية نتائج البحث

سيكون نمط البحث تلفيقيا بين المنهج القراني والمنهج الكلامي لوجود ثلاث عناصر أساسية في هذا لنمط تضمن قطعية النتائج يفتقر لها البحث الروائي

  1.  قطعية الصدور والمصدر.

  2.  البعد عن الإجمال ( وضوح دليليتها(  .
  3.  استمرارها واطّرادها وعدم تخلّفها.

 

حينها ستكون لدينا عناصر مشتركة نقية من الشبهات ومعنى العنصر المشترك :هو منهجية مقتنصة من مدرسة الشهيد الصدر ر.ض. فقد قدم مدرسة في اعتماد دراسة العناصر المشتركة في الاصول وسيرة الائمة المعصومين وفهم القران الكريم .وجريا على هذا المنهج يمكننا القول ان هناك عناصر مشتركة موضوعية للظهور والنجاة والتكامل في مجتمع ما هي :

  •  الاستضعاف .

  • العدالة العلمية والعملية.

  • وجود الحس بالدور الجماعي وتقديم المصالح العامة .

المبحث الثاني :خطر انقلاب هذه العناصر الموضوعية إلى عناصر ذاتية

الاستضعاف:

يعد الاستضعاف دائما نطفة الثورات واللبنة الداخلية للتغيرات عبر التاريخ ولكن قد يحوّل الطغاة هذا العنصر إلى أرضية لتمييز الطبقي (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ  إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) القصص4 ( فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) يونس 83 .
ويقول الإمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة (واكفني شرّ ما يعمل الظالمون في الأرض . اللّهمّ ما أخاف فاكفني , وما أحذر فقني , وفي نفسي وديني فاحرسني ) فشر الظالمين لا يكون دائما بنشر الظلم والاضطهاد للجميع , بل يكون أيضا في إيجاد الكثير من التميّزات بتوزيع بعض الفتات على بعض طبقات المجتمع على أنه هبات مما يؤدي إلى تفرق الأهواء والآراء بسبب خلود الكثيرين إلى لأرض . هذا مظهر من مظاهر ( شر ما يعمله الظالمون في الارض ) .
لكن الله وعد بأن المنة ستكون للمستضعفين (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) القصص 5 ومهما وصل فرعون في علوه في الأرض فالله تعهد الله بقوله (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً
) .


- العدالة العلمية والعملية :

إنما تتحقق العدالة العلمية والعملية بوجود مرجع و مستند إلهي تتحصن الأمة به ويكون سلما لنيل أمانيها . قال الله تعالي (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) المائدة 66 نفس هذا المبرر الموضوعي يشترط وجود علماء متضلعين في معرفة النص الإلهي .أما حين بعمل في هذا النص الإلهي بالهوى وتطلب به الدنيا فهو يتحول الى علة للانحطاط إلى حدّ الحيوانية والبهيمية (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.) الجمعة 5 , لاحظ اطّراد هذا المبرر من تعبيره تعالى بـ ( مثل ) ثم تكرار مثل هذا في الانحراف العلمي .  اما الانحراف العملي فهو تحول حس المسؤولية الى عقدة استحقاق ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه) المائدة 18.
ج- وجود الحس بالدور الجماعي وتقديم المصالح العامة :لقد عبرّ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله عن الانتظار بقوله ( أفضل أعمال أمتى انتظار الفرج ) ولم يقل (أفضلكم عملا) أو (أفضل الأعمال) . ثم وليبين أهمية الوحدة نسب الأمة لنفسه صلوات الله عليه . هذه النسبة للنبي تفقدها الأمة تتفرق وتتحزب ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ الأنعام  159 .فالأمة حينها ستكون مصداقا لقوله تعالى : (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) المؤمنون 53 النكتة في الآية أنه كان حق السياق أن يقول (فرحون بما لديهم (لكن قدّم (بما لديهم) ليبين أنهم يستغلون ما اقتطعوه من الدين لإضفاء شرعية للتفرق والتحزب والتشتت .

المبحث الثالث: الآثار الوجودية للحفاظ على موضوعية الشروط

الحفاظ على موضوعية الشروط يضمن اكتمال القابلية لإفاضة الظهور . فشرط الإفاضة هو قابليه المتلقي فقط , وأما من الله فهو دائم الفيض ورد في دعاء السحر  (اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ مَنِّكَ بِاَقْدَمِهِ وَ كُلُّ مَنِّكَ قَديمٌ ) هذا المنّ القديم الدائم سيتحقق بمجرد استعداد القابل وتتحقق المنة الإلهية على المستضعفين (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) القصص