بسم الله الرحمن الرحيم

الثورة الحسينية والثورة المهدوية المشتركات في المنطق والهدف


                                                                                                                                                    اعداد  وتقديم 
                                                                                                                                                    أ .هاشمية خالدي

من المعروف أن الأئمة ( ع ) تَرَكُوا مسأله الأخذ بثأر الإمام الحسين ( ع ) معلقه لحين ظهور الامام ( عج ) ومع ان التاريخ يذكر عدد من الشخصيات التي حاولت بل وطرحت مشروع الأخذ بثأر الحسين ( ع ) كالمختار الثقفي ( رضوان الله عليه ) إلاّ أن مشروعها لم يكتمل والأخذ بالثأر ظل ناقصاً .. كما بين الإمام الباقر ( ع ) في تفسير قوله تعالى :

( إنَّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياه الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )

إنه قال : الحسين بن علي ( ع ) منهم ولم ينصر بعد ، ثم قال ( ع ) لقد قتل قتله الحسين ( ع ) ولم يطلب بدمه بعد -

( كامل الزيارات لابن تولويه ص ١٣٤ )

لان الحسين ( ع ) يمثل منهجاً عملياً نحو الإسلام المحمدي الأصيل وقد تجمعت فيه ( ع )

ظلامات الأنبياء والأئمة ( عليهم السلام ) مثلما تجمعت في أعدائه صفاة الطغاه ، كما أنه سلام الله عليه لم يكن ملكاً لعشيره أو قبيله معينه لتطالب بدمه بل يخص كل عالم الوجود .. فكربلاء عاشوراء إنتهاك لحرمه إمام معصوم وهو إنتهاك للحق السماوي وللقيم الرّبانيه .

فالمقصود بالثأر هنا ليس من الأشخاص الذين قتلوه بشكل مباشر بل الأمر يتعلق بكل من قبل بفعل أولئك القتله وترضّى عليهم ودافع عنهم إلى يوم المحشر
وهانحن بين فتره واُخرى نسمع من يمجد قاتل الحسين ( ع ) ويعنفون على الامام خروجه على الخليفه ويدعون أنه قتل بسيف جده ( ص ) ..

فقد ورد أن عبدالسلام بن صالح الهروي قال ، قلت لابي الحسن الرضا ( ع )
يابن رسول الله ماتقول في حديث ٍ روي عن الصادق ( ع ) أنه قال إذا خرج القائم قتل ذراري قتله الحسين ( ع ) بفعل آبائها ؟ فقال ( ع ) هو كذلك فقلت : وقول الله عز وجل

" ولا تزر وازره وزر اخرى مامعناه " ؟
قال ( ع ) : صدق الله في جميع اقواله ولكن ذراري قتله الحسين يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضى شيئاً كان كمن أتاه ولو أن رجلاً قتل بالمشرق فرضى بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عز وجل شريك القاتل ....

( عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق ) ج ١

ص ٢٧٣ باب ٢٧

لذلك الحسين ( ع ) ثار الله ولايقوم بالثأر إلاّ ولي الله الذي حددهُ الله عز وجل .

ويؤيد ذلك ما ورد في الصلوات على فاطمه الزهراء ( ع )
( اللهم كن الطالب لها ممن ظلمها واستخف بحقها وكن الثائر اللهم بدم أولادها )

ونقرأ في الصلوات على الحسين ( ع ) :
وأشهد أن الله تعالى الطالب بثأرك ومنجز ماوعدك من النصر )