بسم الله الرحمن الرحيم 
الوعد الالهي ومفهوم ( يقوم بأمر جديد )
                                                                                                                                                        إعداد وتقديم
                                                                                                                                                    أ  . نجاة محمد علي


(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) سورة النور (55)

الوعد الإلهي في الآية المباركة  صريح للمؤمنين، الذين قاسوا الظلم والعذاب بأن يستخلفهم في الأرض، ويعينهم   تعالى لبسط نفوذهم وسلطتهم وسيادتهم على العالم أجمع، أمر  لم يتحقق على مدى التاريخ، وعلى يد أي نبي من الأنبياء عليهم السلام  ،  فهو ما سيتحقق في مستقبل الدهر يقيناً، طبقاً للوعد الإلهي القطعي غير القابل للتغيير أو التبديل أو التخلف  . 
وكذا قيام القائم المهدي عليه السلام من هذا القبيل باعتباره وعداً إلهياً، والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد.
نتيجة جهود جميع الأنبياء والمرسلين حصول حكم يسوده التوحيد والأمن الكامل والعبادة الخالية من أيّ نوع من الشرك، وذلك حين ظهور المهدي(عج) ، وهو المقصود في هذا الحديث الذي تناقله جميع المسلمين عن الرّسول(صلى الله عليه وآله): "لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي، اسمه اسمي، يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً".

ماهو الامر الجديد الموعود
عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: يقوم القائم في وتر من السنين  ...إلى أن قال: فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام  يبايع الناس بأمر جديد (شديد) وكتاب جديد، وسلطان جديد من السماء .
 
*الأمر الجديد : أحد هذه المعاني :
أ: الأمر بمعنى الطلب ، الذي يجمع على (أوامر) ، أي التشريع والحكم .
فيكون المراد الإشارة إلى ما سيعلنه الإمام المهدي من أحكام جديدة في دولته ، لم تكن معروفة قبل ظهوره .

ب : الأمر بمعنى العقيدة أو الإتجاه الفكري ،وقد ورد بهذا المعنى في عدد من الروايات 
ويكون المراد الإشارة إلى المستوى الفكري والعقائدي العميق الجديد الذي يعلنه المهدي (عج) في دولته.

ج : الأمر بمعنى الإمارة أو الإمامة أو الخلافة ، والمراد منه ما يشبه فكرة السلطان الجديد . غير أن السلطان بحسب معناه العرفي شامل للقوانين العامة، على حين  أن الإمارة وصف لشخص الأمير ومن المعلوم ان إمارة المهدي شكل جديد من الإمارة غير ما سبق ، حتى في حياة النبي(صلى الله عليه وآله)  لوجود عدة  فروق بين دولة النبي(صلى الله عليه وآله) ودولة المهدي (عج) . 
فإن النبي (صلى الله عليه وآله) سار مع المنحرفين والمنافقين بالملاينة ، والمهدي (عج) يسير معهم بالقتل .
 

والنبي(صلى الله عليه وآله) أجّل إعلان بعض الأحكام الواقعية، والإمام المهدي (عج) سيعرض الأحكام كلها والنبي(صلى الله عليه وآله)  مارس الحكم على رقعة محدودة من الأرض  في حين ان الإمام المهدي يحكم كل المعمورة ، وتكون دولة المهدي (عج) عالمية .
الحركة العلمائية ودور التشريع في التمهيد لدولة العدل الالهي عج.
 الفقيه في عصر الغيبة  له ثلاثة مناصب:
*منصب حجية الفتوى أن فتواه حجة على مقلديه.
*منصب القضاء قضائه نافذ على الناس.
*منصب الولاية 
بعض الفقهاء يرى الولاية خاصة بالأمور النظامية (السيد الخوئي ) وبعض الفقهاء يرى الولاية عامة مطلقة، (الإمام الخميني ) ، مع   الإختلاف في سعة الولاية وضيقها الجميع يقول بمنصب الولاية .
ما هو دور الفقيه؟
  • دور الفقيه هو حفظ الشريعة وهو دور  خطير جداً .
  • حفظ الشريعة له ثلاث مراتب: حفظ تشريعي، وحفظ تعليمي، وحفظ تطبيقي.
المرتبة الأولى: الحفظ التشريعي. 
 فالفقيه مسئول عن رقابة الفكر طول الوقت،  يراقب ما يقال، ما يطرح، ما يُتكلم به  لأنه حذر على حفظ الشريعة ألا يدخل فيها ليس منها، الفقيه في حال رقابة على الفكر، الفقيه رقيب على ما يطرح وما يقال وما يذكر حتى يقوم بمسؤوليته في حفظ الشريعة من الناحية التشريعية أن يحافظ على أصولها وثواباتها وقطعياتها، وما يطرح من نظريات  يناقش .
🔴لذلك ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله : ورد عنه في رواية معتبرة "في كل خلف من أمتي عدل من أهل بيتي ينفي عن هذا الدين تحريف الضالين وبدع المبطلين“ يعني دوره دور الرقابة.
🔺المرتبة الثانية: الحفظ التعليمي.
الحوزات العلمية  تأسست من أجل  حفظ الشريعة، لأن الحوزات العلمية تروج العلوم الشرعية وتعمل على نشرها ، وتدقق فيها،  لو لم تكن هناك حوزات لدُرست هذه العلوم كلها ولتحول الفكر الإمامي إلى فكر متحجر جامد،  لماذا يتطور الفكر الإمامي  ؟ لأن الحوزات العلمية تديره بين فترة وأخرى، فهذا حفظ للفكر الإمامي حفظ تعليمي :
قال تعالى: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾.
المرتبة الثالثة: الحفظ التطبيقي «الحفظ العملي»
أن الفقيه يفتي عامة الناس بما يحفظ لهم دينهم، بما يحفظهم عن الوقوع في الحرام، ومخالفة الواجب، إذاً الفقيه دوره الحفظ بمراتبه الثلاث مؤيد ومسدد من الإمام المنتظر «عج».
المرجعية تمثل  رأس الهرم  في مدرسة أهل البيت وهو شخص قدسي عادل تقي فقيه  تلتف حوله الأمه وتذعن لأوامره ويحرك الساحة  بكلمة واحدة
قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ نستفيد من هذه الآيةأن عزة الدين مطلوبة  وهي من جملة الأهداف القرآنية  عزة الدين والمذهب لا تحصل إلا بالمرجعية العامة
🔺المرجعية العامة للإمامية مظهر عزة للدين ومظهر عزة للمذهب ولذلك تحاول  السياسات العالمية كلها تخطط 
لتحطيم هذا الصرح الشامخ  لأنهم يرونه منصب خطر يرون أن منصب المرجعية خطر  شخص واحد يتحكم في الملايين كيف؟! شخص بكلمته يحرك الملايين من الناس، هذا شيء خطر على السياسات العالمية، بما أنه خطر لذلك تعقد المكائد والخطط المختلفة لتحطيم هذا المنصب بعبارة وبصور وبإطروحات مختلفة لأنهم يدركون أن المرجعية العامة عز للدين وعز للمذهب تصون المذهب عن الدمار حصن للمذهب تعطي هيبة قدسية لهذا المذهب لو لم يدركوا ذلك لما خططوا لإزالة هذا الأمر.
وتجلى في تاريخنا المعاصر   رجالا تصدوا لأي إختراق لتوهين الدين  مثلاً السيد المجدد الشيرازي الذي أفتى بحرمة التنباك، الزعامة السياسية التي حدثت له في سامراء في ذلك الزمان هو الذي أرهب السياسات العالمية آن ذاك، من بعد الشيخ حسن تقي الشيرازي الذي قاد ثورة العشرين، هذا أيضا الزعامة العامة هي التي جعلت للدين عزة، الإمام الحكيم في عصره السيد محسن الحكيم كيف أطاح بالشيوعية في العراق، وكيف أطاح بحكومات متعاقبة في العراق نتيجة قوة المرجعية قوة منصب المرجعية وهكذا الإمام الخميني،  الذي تصدى لأكبر سلطة جبروتية .
إذاً عزة المذهب وعزة الدين بالمرجعية العامة بهذا الموقع، 
 وهدف من الأهداف التي يرضاها الإمام المنتظر «عج» لذلك نحن لا يمكن لنا أن نفرض في ذلك، والأئمة كلهم كان هدفهم العزة . 

نسال المولى عز وجل ان يجعلنا من المرابطين مع امام زماننا العارفين بحقه المطيعين لامره

والحمد لله رب العالمين